خلف إعصار “هيلين” الذي ضرب عددا من الولايات الأمريكية، يوم الخميس 26 شتنبر 2024، والذي استمر لعدة أيام، إلى مقتل ما لا يقل عن 133 شخصاً عدا عن الأضرار المادية والدمار الذي لحق بالمنازل والمرافق العامة في ولايات ساوث كارولاينا وفلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا وفرجينيا.
وصل إعصار هيلين إلى اليابسة في شمال غرب فلوريدا مساء يوم الخميس، ببلوغه الفئة الرابعة على مقياس من خمس درجات، مع رياح تهب بسرعة 225 كيلومترا في الساعة.
وتم إعلان حالة الطوارئ الفدرالية في ست ولايات هي ألاباما وفلوريدا وجورجيا كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية وتينيسي، مع نشر أكثر من 800 موظف من إدارة الطوارئ الفدرالية “فيما” لمساعدة المسؤولين المحليين.
وفي جزيرة سيدركيز التي تعدّ بضع مئات من السكان وتقع على الساحل الغربي لفلوريدا، انهارت أسطح منازل وتحطمت جدران.
وقال موظف في بلدية غابي دوتي “إن قلبي ينفطر عند مشاهدة ذلك”، مضيفا “لقد اندثر العديد من المنازل واختفى السوق ومكتب البريد. إنها مأساة حقيقية، وسيكون من الصعب إعادة البناء”.
وانتقلت العاصفة بعدها إلى ولايات أمريكية أخرى، متسببة في انزلاقات تربة وفيضانات شديدة، حتى آشفيل في ولاية كارولاينا الشمالية. وقال حاكم الولاية راي كوبر”هذه واحدة من أسوأ العواصف في التاريخ الحديث التي تضرب أجزاء من غرب” الولاية. وأشار فريقه إلى أن “فرق الطوارئ تواصل عمليات الإنقاذ”.
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن سدّا في شرق تينيسي على وشك الانهيار وحضّت سكان البلدات الواقعة في اتجاه مجرى النهر على “الانتقال فورا إلى أرض أعلى”.
كما انقطعت الكهرباء عن نحو 2,7 شخص في 10 ولايات من فلوريدا في الجنوب الشرقي إلى انديانا في الغرب الأوسط، بحسب موقع “باور أوتدج” الأمريكي.
بعد تشكله، تنقل الإعصار فوق مياه خليج المكسيك الدافئة التي تزيد حرارتها عن 30 درجة مئوية.
وأكدت خبيرة المناخ أندرا غارنر أنه “من المرجح أن المياه الدافئة جدا أدت دورا في تفاقم قوة الاعصار هيلين بسرعة”.
في كل مرة تحدث فيها كارثة طبيعية أكثر شدة من سابقاتها، يكون التغير المناخي سبباً أساسياً وراءها. يقول الخبراء في هذا المجال إن التغير المناخي يؤدي دوراً في التكثيف السريع للأعاصير التي تنهل من طاقة المحيطات الأكثر دفئاً ما يتسبب بحصول أعاصير أقوى.