عرف تعاطي الكوكايين في فرنسا زيادة مقلقة، ووصل استهلاك الكوكايين فيها إلى مستوى قياسي في عام 2023، حيث أفاد 1.1 مليون شخص أنهم استخدموه مرة واحدة على الأقل خلال العام.
ووفقًا لأحدث دراسة أجراها المرصد الفرنسي للمخدرات وميول الإدمان (OFDT)، المنشورة في 15 يناير 2025، تضاعف استهلاك الكوكايين في فرنسا تقريبًا في عام واحد، حيث انتقل من 600 ألف متعاطي في عام 2022 إلى 1.1 مليون في عام 2023. وتمت مقابلة ما يقرب من 15000 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 18 و 75 عامًا في هذا الاستطلاع. وتواجه فرنسا زيادة كبيرة في تجارب الكوكايين، مع زيادة كبيرة في استهلاكه. وشكّل الرجال أكثر عرضة بنسبة 2.5 مرة من النساء للتعرض لها بالفعل، والفئة العمرية 25-34 سنة هم أكبر المستهلكين. وهذه الزيادة تضع فرنسا السابع في أوروبا من حيث استهلاك الكوكايين.
وحسب الدراسة فمن عام 1992 إلى عام 2023، ارتفعت نسبة البالغين الذين تعاطوا الكوكايين على مدار العام من 0.3% إلى 2.7%. وقد قام ما يقرب من واحد من كل عشرة بالغين في فرنسا بتجربة الكوكايين في عام 2023، وفقًا لمسح EROPP الذي تم إجراؤه في عام 2023 على عينة مكونة من 14984 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عامًا، فقد استخدم ما يقرب من واحد من كل عشرة بالغين (9.4٪) الكوكايين مرة واحدة على الأقل في حياتهم، مقارنة بـ 5.6٪ في عام 2017
وأوضح غيوم أيراجنيس، مدير مكتب مكافحة المخدرات، إن “الكوكايين متاح بشكل متزايد”، مشيراً إلى زيادة المضبوطات وزيادة نقاء المنتج في سياقات حياتية معقدة، لمستهلكيه بفرنسا.
وتفسر عوامل عديدة هذا الاتجاه، وفقا للدراسة التي أجراها OFDT، فإن واحداً من كل عشرة فرنسيين قد تعاطى الكوكايين بالفعل. بما في ذلك زيادة الإنتاج العالمي للكوكايين، الذي وصل إلى مستويات قياسية في كولومبيا وبوليفيا وبيرو، وهي البلدان المنتجة الرئيسية. وارتفع الإنتاج العالمي للكوكايين من 1134 طناً في عام 2010 إلى 2700 طن في عام 2022، ساهم فيه زيادة استهلاكه. وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وحسب الدراسة فالوضع مقلق بفرنسا للزيادة في استخدام المواد المخدرة الأخرى:
فإذا ظل استهلاك القنب مستقرا، مع 5 ملايين مستخدم في عام 2023، وهو المخدر الذي استهلاكه المنتظم مستقر منذ عام 2014. ويتناقص استهلاكه بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما، في حين بدأ المتعاطين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما في الظهور. ليؤثر استهلاك القنب على 3.4% من البالغين في عام 2023.
فإن استخدام عقار إم دي إم إيه/الإكستاسي تضاعف تقريبا، من 400 ألف مستخدم في عام 2019 إلى 750 ألف مستخدم في عام 2023. وهو العام الذي أفاد فيه 1.8% من الفرنسيين أنهم تعاطوا عقار إم دي إم إيه، وقد جرب واحد من كل اثني عشر فرنسيا هذا المخدر بالفعل. وأشار ستانيسلاس سبيلكا، الرئيس العلمي للمسح، إلى “زيادة قوية في استخدامه في السنوات الأخيرة، لا سيما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً وبين 25 و34 عاماً”.
وأمام انتشار الإكستاسي كمخدر اصطناعي، قام مكتب OFDT بالتحقيق في استهلاك العقاقير الاصطناعية الجديدة: الكيتامين، و3MMC، وGHB/GBL، وهي ثلاثة منتجات ترتبط غالبًا بممارسات “chemsex”. فتوصل إلى أنه تم استخدام الكيتامين من قبل 0.6% من الفرنسيين خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وتم اختباره من قبل 2.6% من الفرنسيين، بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا، وخاصة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا (4.8%). أما 3MMC فتم استخدامه من قبل 0.3% من البالغين في عام 2023، و0.7% جربوه مرة واحدة على الأقل. وأما GHB/GBL فتم استخدامه من قبل 0.1% من الفرنسيين عام 2023، و0.7% جربوه بالفعل.
ويشهد الهيروين تحولا مثيرا للقلق أيضا، حيث تأثر منه 850 ألف شخص في عام 2023، بزيادة قدرها 350 ألف شخص عن عام 2022. هذه المادة الأفيونية القوية، التي كانت مقتصرة في السابق على البيئات غير المستقرة، مما أثر على مجموعات سكانية وسياقات جديدة. التي ارتفعت فيها نسبة المتعاطين الهيروين من 1.3% في عام 2017 إلى 2% في عام 2023.
وفي عام 2023، ضُبطت السلطات الفرنسية 23.5 طنًا من الكوكايين، مقارنة بـ 4.1 طن في عام 2010. واستمر هذا الاتجاه في عام 2024، حيث تم ضبط ما يقرب من 47 طنًا من الكوكايين خلال الأشهر الـ 11 الأولى من العام.
ويقدر حجم تجارة المخدرات في فرنسا بما يتراوح بين 3.5 و6 مليارات يورو سنويا. وتقدر التكلفة الاجتماعية، بما في ذلك الخسائر البشرية وتدهور نوعية الحياة وتكاليف المالية العامة، بنحو 7.7 مليار يورو من قبل مكتب تنمية المشاريع.
