وافقت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، عبر صندوق تطوير تقنيات تحويل الطاقة التابع لها، على اتفاق استثماري مع المغرب لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويل صناعة الأسمدة للاعتماد على الطاقة المستمدة من الهيدروجين الأخضر، وفقًا لبيان صادر عن الوزارة.
ويهدف المشروع الاستثماري، المدعوم من صندوق تطوير تقنيات تحويل الطاقة الألماني، إلى تعزيز الإنتاج الصناعي للهيدروجين الأخضر والمنتجات المشتقة منه، مثل الأمونيا الخضراء.
ويعكس هذا التوجه سعيًا لجعل الإنتاج الزراعي أكثر استدامة وتقليل الاعتماد على الأسمدة المستوردة المنتجة باستخدام الوقود الأحفوري.
وأضاف بيان في هذا الإطار، أن التعاون بين ألمانيا والمغرب في هذا المجال يهدف إلى تمكين المملكة من دخول سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تطوير المنتجات المرتبطة به وبناء قطاع اقتصادي مستدام لهذه الصناعة. كما سيتضمن التعاون إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الصناعية “الجرف”، جنوب الدار البيضاء، حيث سيقدم الصندوق الألماني منحة قدرها 30 مليون يورو لشركة تابعة للمجمع الشريف للفوسفاط.
وتعتمد منشأة إنتاج الهيدروجين الأخضر الجديدة على الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة مثل مزارع الرياح والطاقة الشمسية، حيث سيتم تحويل الهيدروجين الأخضر إلى أمونيا خضراء.
ويشكل هذا المشروع جزءًا من برنامج المجمع الشريف للفوسفاط لإنتاج الأمونيا الخضراء، الذي يسعى إلى جذب استثمارات بمليارات اليوروهات، مع هدف تلبية نحو 2 في المئة من الطلب العالمي على الأمونيا.
وأشار البيان إلى أن “الأمونيا الخضراء المنتجة ستستخدم في صناعة الأسمدة المستدامة، مما سيساهم في جعل الإنتاج الزراعي في المغرب والدول الأخرى أكثر صداقة للبيئة وأقل اعتمادًا على الأسمدة المستوردة المنتجة بالوقود الأحفوري”.
كما أضاف أن هذا الاستثمار يأتي في إطار التحالف الألماني المغربي للمناخ والطاقة، والذي يسعى إلى تطوير أطر عمل لدعم سلاسل القيمة الخاصة بالهيدروجين الأخضر، وتحفيز الأبحاث التطبيقية، وتنظيم برامج تدريبية متخصصة.
من جانبه، صرح يواخيم فلاسبرث، وكيل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، بأن “الاستثمار الذي يقدمه صندوق تطوير تقنيات تحويل الطاقة سيمكن المغرب من دخول مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر وتطوير صناعة المنتجات المستدامة المشتقة منه”، مؤكدًا أن “هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة بأننا نتقدم معًا نحو الاستقلال عن الأساليب التقليدية للإنتاج التي تعتمد على الوقود الأحفوري”.
وتابع فلاسبرث بالقول إن “التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر يقدم فوائد للدول المنتجة من خلال بناء سلاسل قيمة في السوق المستقبلية، ويوفر لألمانيا فرصًا لتعزيز استقرار وتنويع علاقات التوريد، كما يفتح أمام شركات التكنولوجيا الألمانية فرص تصدير التقنيات الحديثة اللازمة لإنشاء وتشغيل صناعة الهيدروجين الأخضر”.