سخرية “فقيه الزواج” واستياء المغاربة

فايس بريس2 أبريل 2025آخر تحديث :
سخرية “فقيه الزواج” واستياء المغاربة

بقلم: أخزو زهير
تحولت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة إلى ساحة لسجالات حادة وانتقادات لاذعة طالت شخصية أثارت جدلاً واسعاً، وهو صاحب قناة يطلق على نفسه لقب “فقيه الزواج”. هذا الشخص، الذي يطل على متابعيه عبر البث المباشر، لم يكتف بتقديم محتوى يزعم أنه يتعلق بالزواج، بل تجاوز كل الحدود ليصبح مادة دسمة للسخرية والاستهزاء، والأخطر من ذلك، استخدامه لمنصته للاستهزاء بالنساء المغربيات.

إن ما يمارسه هذا الشخص تحت غطاء “الفقيه” أمر غير مقبول بتاتاً. فبدلاً من أن يكون قدوة ومصدر نصح وإرشاد في قضايا حساسة كالزواج، وجدناه ينتهج أسلوباً يفتقر إلى المسؤولية والأخلاق، محولاً قضايا اجتماعية جدية إلى مادة للترفيه الرخيص على حساب كرامة شريحة واسعة من المجتمع.

إن استغلال لقب “فقيه” في هذا السياق يعتبر تضليلاً واضحاً للجمهور. فهل يعقل أن يُستخدم الدين ومفاهيمه لخدمة محتوى سطحي ومهين؟ أين هي تعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تحث على احترام المرأة وتقديرها؟ إن ما يقوم به هذا الشخص لا يمت بصلة إلى الفقه أو العلم الشرعي، بل هو أقرب إلى استغلال الدين لتحقيق الشهرة والمتابعات بطرق مشبوهة.

لقد بلغ السيل الزبى عندما بدأ هذا “الفقيه” في السخرية والاستهزاء بالنساء المغربيات بشكل مباشر. هذه التصرفات تمثل إساءة بالغة لكل امرأة مغربية، وتنم عن جهل عميق بقيم المجتمع المغربي الأصيلة التي تقدر المرأة وتحترمها. إن محاولات هذا الشخص للنيل من كرامة المرأة المغربية مرفوضة ومدانة بكل الأشكال.

من هنا، يصبح تدخل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أمراً ضرورياً وعاجلاً لوضع حد لهذه الممارسات المشينة. يجب على الوزارة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية القيم الدينية والمجتمعية، والتصدي لكل من يحاول استغلال الدين أو الإساءة إلى فئات المجتمع. إن صمت الوزارة في هذا الموضوع قد يُفسر على أنه نوع من التخاذل أو القبول الضمني لهذه التصرفات غير المسؤولة.

كما أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتحملون مسؤولية كبيرة في فضح هذه الممارسات وعدم الترويج لمثل هذه المحتويات الهابطة. يجب أن نرتقي بخطابنا وننبذ كل أشكال السخرية والاستهزاء التي تمس كرامة الأفراد والجماعات. إن قوة السوشيال ميديا تكمن في قدرتها على التأثير والتغيير، ويجب أن نستغل هذه القوة في نشر الوعي والقيم الإيجابية.

ختاماً، نؤكد أن ما يقوم به هذا الشخص الملقب بـ “فقيه الزواج” هو وصمة عار على منبر الكلمة الحرة، وإساءة بالغة للمرأة المغربية. نطالب الجهات المعنية بالتحرك الفوري لوقف هذا العبث وحماية مجتمعنا من مثل هذه التصرفات التي لا تخدم إلا إثارة الفتنة والمس بكرامة الآخرين. إن احترام المرأة وتقديرها من ثوابت مجتمعنا، ولن نسمح لأي كان بالمساس بها تحت أي ذريعة كانت.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة