فاس.. نفايات تغزو الأحياء الراقية والشعبية في مقاطعة سايس وسط غياب المسؤولين وشركة النظافة واستياء الساكنة

فايس بريس4 أبريل 2025آخر تحديث :
فاس.. نفايات تغزو الأحياء الراقية والشعبية في مقاطعة سايس وسط غياب المسؤولين وشركة النظافة واستياء الساكنة

فاس – في مفارقة صارخة تعكس تبايناً مقلقاً في الخدمات وتثير استياءً عارماً، تعاني أحياء مصنفة كـ”راقية” بمقاطعة سايس في مدينة فاس، خاصة تلك المحاذية لطريق إيموزار، من انعدام شبه تام لحاويات جمع النفايات، بينما تغرق أحياء شعبية أخرى في نفس المقاطعة تحت وطأة أكوام الأزبال المتراكمة. هذا الوضع البيئي المتردي يتفاقم في ظل غياب أي شركة نظافة مفوض لها بشكل واضح، وغياب تام لنائب رئيس المقاطعة المكلف بملف النظافة، مما يترك الساكنة في مواجهة مباشرة مع تداعيات هذا الإهمال.

غياب الحاويات في الأحياء الراقية.. تساؤلات وشكاوى:
على طول طريق إيموزار وفي التجمعات السكنية الحديثة التي يفترض أنها تحظى بعناية خاصة، يضطر السكان إلى البحث عن حلول فردية للتخلص من نفاياتهم اليومية. فغياب الحاويات المخصصة يدفع البعض إلى إلقاء أكياس القمامة في أراضٍ خلاء مجاورة أو تكديسها في نقاط عشوائية، مما يشوه المنظر العام ويهدد بخلق بؤر تلوث جديدة في مناطق يفترض أنها واجهة للمقاطعة. يتساءل السكان بغضب عن سبب هذا الإهمال وعن معايير توزيع التجهيزات الأساسية كحاويات النفايات داخل تراب المقاطعة، وعما إذا كانت هذه المناطق “الراقية” خارج حسابات المسؤولين.

الأحياء الشعبية.. مأساة بيئية وصحية:
إذا كان غياب الحاويات يثير الاستغراب في الأحياء الراقية، فإن تراكم النفايات في الأحياء الشعبية بنفس المقاطعة يمثل كارثة بيئية وصحية حقيقية. تتكدس القمامة لأيام في الشوارع والأزقة، باعثة روائح كريهة لا تطاق، وموفرة مرتعاً خصباً للحشرات والقوارض، ومهددة صحة السكان، خاصة الأطفال والفئات الهشة. صور أكوام النفايات المتناثرة أصبحت مشهداً مألوفاً يعكس حجم الإهمال الذي تعاني منه هذه المناطق، ويؤجج مشاعر الغضب لدى قاطنيها الذين يشعرون بالتهميش.

غياب المسؤولية.. حلقة مفرغة:
يزيد من تفاقم الأزمة غياب شركة نظافة محددة تتولى مسؤولية جمع النفايات بشكل منتظم وفعال في مختلف أرجاء المقاطعة. هذا الفراغ يطرح تساؤلات حول عملية التدبير المفوض لقطاع النظافة وآليات المراقبة والتتبع. كما يوجه السكان أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى المسؤولين المنتخبين، وعلى رأسهم نائب رئيس المقاطعة المكلف بقطاع النظافة، الذي يُنتقد غيابه التام عن الميدان وعدم تفاعله مع شكاوى المواطنين المتكررة. هذا الغياب يترك الساكنة في حلقة مفرغة من المعاناة دون وجود جهة مسؤولة يمكن مساءلتها بشكل مباشر وفعال.

أمام هذا الوضع المقلق، تتعالى أصوات سكان مقاطعة سايس، من مختلف أحيائها، مطالبة بتدخل عاجل من قبل والي الجهة ورئيس المجلس الجماعي لفاس ورئيس مجلس المقاطعة لوضع حد لهذه الفوضى البيئية. ويطالب المواطنون بتوفير حاويات كافية في جميع الأحياء دون تمييز، وضمان انتظام خدمة جمع النفايات عبر التعاقد مع شركة كفؤة أو تفعيل آليات التدبير المباشر، مع ضرورة تفعيل دور الرقابة ومساءلة المسؤولين المقصرين عن أداء واجبهم تجاه نظافة المدينة وصحة ساكنتها، وإنقاذ صورة مدينة فاس العريقة من هذا التشويه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة