فاس – تعيش ساكنة مقاطعة سايس بمدينة فاس حالة من الاستياء والغضب المتزايدين جراء التدهور الخطير في مستوى النظافة بأحيائهم، والذي يعزوه السكان بشكل مباشر إلى الانعدام شبه التام لحاويات جمع الأزبال، وتراكم النفايات بشكل مقلق في مختلف الشوارع والأزقة.
منذ مدة، والشكاوى تتوالى من مختلف أحياء المقاطعة، سواء الراقية منها أو الشعبية، حيث تحولت أكوام القمامة إلى جزء من المشهد اليومي، مما يهدد الصحة العامة ويشوه جمالية المنطقة التي يفترض أن تحظى بعناية خاصة. المشكلة، حسب شهادات متطابقة للعديد من السكان، تكمن في النقص الحاد، بل والغياب الكلي في بعض الأماكن، للحاويات البلاستيكية المخصصة لجمع النفايات المنزلية.
ويزيد من حدة الاستياء الشعور بالخذلان من طرف المسؤولين المنتخبين. فبحسب مصادر متتبعة للملف، يُلاحظ غياب تام لرئيس مقاطعة سايس عن تتبع هموم ومعاناة الساكنة التي صوتت له في انتخابات 2021، حيث لا يبدو أن هناك أي تحرك ملموس من جانبه لمعالجة هذه الأزمة البيئية والخدماتية الملحة.
الأمر لا يتوقف عند رئيس المقاطعة، فالغياب يطال أيضاً رئيس جماعة فاس. وتشير المعلومات التي تم التوصل إليها بعد بحث وتواصل، إلى أن رئيس الجماعة لم يعقد، على ما يبدو، أي اجتماع خاص مع النواب المسؤولين عن قطاع النظافة، ولم يناقش آليات عمل الشركة المكلفة بهذا القطاع الحيوي منذ توليها للمهمة. هذا الغياب يطرح تساؤلات جدية حول مدى أولوية ملف النظافة على أجندة المجلس الجماعي.
ومنذ أن بدأت الشركة الحالية عملياتها في فاس، يجمع العديد من المراقبين والساكنة على أن المدينة “تغرق في الأزبال“. فمشكلة انعدام جمع النفايات وتراكمها لم تعد مقتصرة على أحياء معينة، بل أصبحت ظاهرة عامة تثير القلق. وفي مقاطعة سايس، يتفاقم الوضع بسبب عدم توفير الحاويات الكافية. كما تثار الشكوك حول فعالية دور المراقبين التابعين للشركة، وهل يقومون فعلاً بواجبهم في تتبع أداء عمال النظافة ورصد الخروقات والنواقص؟
ومما يزيد الطين بلة، هو الصمت المطبق من جانب مسؤولي شركة النظافة. فحسب إفادات متعددة، كل محاولات الاتصال بالمسؤولين المعنيين داخل الشركة للحصول على توضيحات أو إيجاد حلول باءت بالفشل، حيث لم يتم تقديم أي جواب أو تجاوب بخصوص هذا الملف الشائك.
تبقى ساكنة مقاطعة سايس، ومعها ساكنة فاس عموماً، تنتظر تحركاً عاجلاً وفعالاً من المسؤولين المنتخبين ومن الشركة المكلفة، لوضع حد لمعاناتهم اليومية مع النفايات المتراكمة، وإعادة الاعتبار لنظافة مدينتهم التي تستحق الأفضل. فإلى متى سيستمر هذا الوضع؟ ومن سيتحمل مسؤولية هذه الكارثة البيئية؟