بمناسبة الانطلاقة الرسمية للدورة السابعة عشر للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM) بمدينة مكناس، والتي حظيت بالتشريف الملكي عبر ترؤس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن لحفل الافتتاح، أجرت جريدة “فايس بريس” حواراً خاصاً مع السيد مصطفى الميسوري، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، للوقوف على أهمية هذا الحدث وانعكاساته على القطاع الفلاحي بالجهة والمملكة.
بداية، كيف تنظرون إلى الرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن لافتتاح الدورة 17 للمعرض الدولي للفلاحة؟
أولاً، يشرفني أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة مكونات الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، أن أرفع أسمى آيات الولاء والإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. إن ترؤس صاحب السمو الملكي ولي العهد لانطلاقة هذه الدورة هو شرف كبير وتأكيد للعناية الملكية السامية بهذا القطاع الحيوي. إنه يشكل رسالة قوية وواضحة على الأهمية الاستراتيجية التي يوليها جلالة الملك، حفظه الله، للقطاع الفلاحي، باعتباره ركيزة أساسية لاقتصادنا الوطني، وضامناً لسيادتنا الغذائية، ومحركاً للتنمية القروية ومصدراً رئيسياً لفرص الشغل. نحن نعتز أيما اعتزاز بهذه الرعاية الملكية التي جعلت من المعرض موعداً دولياً مرجعياً يعكس الدينامية المتواصلة للفلاحة المغربية.
تحمل هذه الدورة شعار “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”. ما دلالة هذا الشعار في السياق الحالي؟
اختيار هذا الشعار لم يأتِ من فراغ، بل يبرز الأولوية القصوى التي توليها بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، لقضية تدبير الموارد المائية والحفاظ عليها. الماء هو عصب الحياة وأساس استمرارية أي نشاط فلاحي. في ظل التحديات المناخية الراهنة، أصبح تدبير المياه بكفاءة واستدامة شرطاً لا محيد عنه لتحقيق تنمية قروية شاملة ومندمجة. هذا الشعار يعكس الوعي العميق بأهمية هذا المورد وضرورة ترشيد استخدامه لضمان مستقبل الأجيال القادمة ومستقبل فلاحتنا.
المعرض الدولي للفلاحة أصبح حدثاً عالمياً. كيف تقيمون مستوى التنظيم والدعم المقدم لإنجاح هذه الدورة؟
لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص عبارات التقدير والعرفان للسيد رئيس الحكومة على دعمه المتواصل للقطاع الفلاحي وحرصه على إنجاح هذا الحدث الدولي البارز الذي يكرس مكانة المغرب المرموقة في الساحة الفلاحية العالمية. كما أتوجه بشكر خاص لمعالي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على المجهودات الجبارة التي تبذلها الوزارة، وعلى التنظيم المحكم الذي نشهده، والذي جعل من المعرض منصة مثالية لتلاقي الفاعلين الفلاحيين من المغرب ومختلف دول العالم لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث الابتكارات. ولا أنسى أن أنوه بالدور الحيوي للسلطات الإقليمية والجهوية بجهة فاس مكناس، ودعمها الفعال والمتواصل لإنجاح كافة التظاهرات الفلاحية بالجهة، وفي مقدمتها هذا المعرض الكبير. حفل الافتتاح كان ناجحاً تنظيمياً بكل المقاييس، والمشاركة الوازنة للعارضين الوطنيين والدوليين تؤكد جاذبية المملكة كوجهة للاستثمار الفلاحي.
تحتضن جهة فاس مكناس هذا المعرض منذ انطلاقته. ما هو دور الغرفة الفلاحية في مواكبة هذا الحدث ودعم فلاحي الجهة للمشاركة فيه، خاصة وأنكم أكدتم على إعطاء الأولوية للفلاح بالجهة؟
نحن في جهة فاس مكناس نشعر بفخر كبير لاحتضان هذا المعرض الدولي منذ دورته الأولى. والغرفة الفلاحية ملتزمة تماماً بمواكبة الفلاحين والتنظيمات المهنية في الجهة لضمان مشاركة فعالة ومتميزة في هذا الحدث. نعمل على تشجيعهم لعرض أفضل ما تجود به أرض الجهة من منتوجات فلاحية متنوعة وعالية الجودة، ونسعى لتثمين المؤهلات الترابية الفلاحية الغنية التي تزخر بها جهتنا، وتعريف الزوار والمهنيين بها. وبالفعل، أؤكد مجدداً دعمنا الدائم والمستمر لقطاع الفلاحة بجهتنا، وأن الفلاح يقع في صلب اهتماماتنا وأولوياتنا. فنجاحه هو نجاح للجهة بأكملها، والمعرض فرصة ذهبية لفلاحينا لتطوير أعمالهم وربط علاقات تجارية جديدة، ونحن هنا لمساندتهم بكل الوسائل المتاحة.
في الختام، ما هي رسالتكم لزوار المعرض ولممثلي وسائل الإعلام؟
أجدد دعوتي لكافة الفلاحين والمهنيين وعموم المواطنين لزيارة أروقة المعرض الدولي للفلاحة، لاكتشاف غنى وتنوع الفلاحة المغربية والإفريقية والدولية، والمساهمة جميعاً في إنجاح هذه الدورة المتميزة. إن نجاح المعرض هو نجاح لنا جميعاً، ويندرج في إطار التوجيهات الملكية السامية لتنمية القطاع الفلاحي وتعزيز مكانة المغرب كقطب فلاحي رائد على الصعيدين الإفريقي والدولي. كما أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن تقديري العميق لممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية على تغطيتهم المهنية والمتميزة لهذا الحدث الهام، ودورهم المحوري في إبراز الجهود المبذولة لتنمية القطاع الفلاحي ببلادنا.
شكراً جزيلاً لكم السيد الرئيس على هذا الحوار.
السيد مصطفى الميسوري: شكراً لكم ولجريدة “فايس بريس” على اهتمامكم بالقطاع الفلاحي وبفلاحي جهة فاس مكناس.
