تعد فاطمة الزهراء السلاسي، نائبة رئيس جهة فاس مكناس، نموذجاً للمرأة المغربية الشابة التي اختارت ولوج عالم السياسة والعمل الجمعوي، مدفوعة بغيرتها على منطقتها الأم، إقليم تاونات، وتحديداً جماعة تيسة، وحملها لقضايا التنمية، وفي القلب منها تمكين المرأة القروية. في هذا الحوار الخاص مع “فايس بريس”، تسلط السلاسي الضوء على مسارها، دورها داخل مجلس الجهة، جهودها من أجل النهوض بالمرأة القروية، ونظرتها للملتقيات الكبرى كالمعرض الدولي للفلاحة.
فايس بريس: بداية، السيدة فاطمة الزهراء السلاسي، نود التعرف على مسارك السياسي والجمعوي، خاصة وأن دخولك لعالم السياسة كان لأول مرة عبر لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار. ما الذي دفعك لهذا الانخراط؟
فاطمة الزهراء السلاسي: أهلاً بكم وبجريدة فايس بريس الموقرة. انخراطي في العمل السياسي والجمعوي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج اقتناع عميق بضرورة الانخراط الفاعل للمرأة الشابة، خاصة المنحدرة من العالم القروي، في تدبير الشأن العام والدفاع عن قضايا مجتمعها. كابنة لإقليم تاونات وجماعة تيسة، عشت عن قرب التحديات والإمكانيات التي يزخر بها عالمنا القروي، ورأيت بأم عيني طاقات نسائه وقدرتهن على المساهمة في التنمية إذا ما توفرت لهن الفرص والدعم اللازم. حزب التجمع الوطني للأحرار وفر لي هذه الفرصة وهذا الإطار للتعبير عن هذه الطموحات وترجمتها إلى عمل ملموس، إيماناً منه بمكانة الشباب والمرأة في المشهد السياسي والمؤسساتي.
فايس بريس: بصفتك نائبة لرئيس جهة فاس مكناس، ما هو الدور الذي تسعين للقيام به، وما هي أبرز الملفات التي تشتغلين عليها داخل مجلس الجهة؟
فاطمة الزهراء السلاسي: داخل مجلس جهة فاس مكناس، أسعى جاهدة لتمثيل ساكنة الجهة، وخاصة العالم القروي، والدفاع عن تطلعاتهم واحتياجاتهم. أشتغل إلى جانب باقي أعضاء المكتب المسير ورئيس الجهة على تفعيل البرامج والمشاريع التنموية التي تستهدف مختلف القطاعات الحيوية بالجهة، من بنية تحتية، وصحة، وتعليم، وتشغيل، وفلاحة، وسياحة قروية. أولي اهتماماً خاصاً للمشاريع التي تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتحسين ظروف عيش الساكنة في المناطق القروية وشبه الحضرية. كما أحرص على تعزيز المقاربة التشاركية وإشراك المواطنين والمجتمع المدني في بلورة وتنزيل هذه البرامج.
فايس بريس: يعتبر تمكين المرأة القروية محوراً أساسياً في عملك. حدثينا عن رؤيتك ودورك في هذا المجال، سواء على مستوى جهة فاس مكناس أو في العالم القروي بشكل عام.
فاطمة الزهراء السلاسي: تمكين المرأة القروية ليس مجرد شعار بالنسبة لي، بل هو قناعة راسخة ومحور أساسي في كل تحركاتي وأعمالي. المرأة القروية هي عماد الأسرة والمجتمع، وهي فاعلة أساسية في الاقتصاد المحلي، خاصة في المجال الفلاحي والصناعة التقليدية. مع ذلك، لا تزال تواجه العديد من التحديات المرتبطة بالهشاشة، الأمية، قلة فرص الشغل، وصعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية. من خلال موقعي كنائبة لرئيس الجهة، أعمل على دعم المبادرات والمشاريع التي تستهدف هذه الفئة، سواء تعلق الأمر ببرامج محو الأمية والتعليم المستمر، أو مشاريع التمكين الاقتصادي عبر دعم التعاونيات والمقاولات النسائية القروية، وتوفير التكوين والتأهيل اللازم لهن في مختلف المجالات المرتبطة بسوق الشغل والأنشطة المدرة للدخل. كما أحرص على تسليط الضوء على إنجازات المرأة القروية والتعريف بمنتجاتها ومساهماتها القيمة في التنمية المحلية.
فايس بريس: تحتضن جهتكم، وبالضبط مدينة مكناس، المعرض الدولي للفلاحة، وهو ملتقى اقتصادي وفلاحي هام جداً. كيف تنظرين لهذا الحدث، وما أهميته بالنسبة لجهة فاس مكناس وعالمها القروي؟
فاطمة الزهراء السلاسي: المعرض الدولي للفلاحة بمكناس هو حدث استراتيجي بامتياز بالنسبة لجهة فاس مكناس والمغرب ككل. فهو ليس مجرد معرض لتقديم المنتجات الفلاحية، بل هو منصة حقيقية لتبادل الخبرات، والاطلاع على أحدث التقنيات في المجال الفلاحي، وعقد الشراكات، وفتح آفاق جديدة للتسويق والاستثمار. بالنسبة لجهتنا، التي تتميز بطابعها الفلاحي بامتياز، يمثل المعرض فرصة لا تقدر بثمن للتعريف بمؤهلاتنا الفلاحية المتنوعة، والترويج لمنتجاتنا المحلية المجالية ذات الجودة العالية، والتي تشكل مصدر دخل هام للعديد من الأسر القروية، وخاصة النساء المنخرطات في إطار تعاونيات فلاحية. كما يساهم المعرض في تحفيز الاستثمار في القطاع الفلاحي بالجهة، وتشجيع الابتكار، ونقل التكنولوجيا، مما ينعكس إيجاباً على تحسين الإنتاجية وتنافسية المنتوج المحلي. نحرص في مجلس الجهة على المشاركة الفاعلة في هذا المعرض ودعم العارضين من الجهة، وخاصة التعاونيات النسائية، لتمكينهم من عرض منتجاتهم وتوسيع شبكاتهم التجارية.
فايس بريس: أخيراً، كيف توفقين بين مهامك السياسية والجمعوية وحياتك الشخصية، وما هي طموحاتك المستقبلية؟
فاطمة الزهراء السلاسي: التوفيق بين هذه الأدوار يتطلب الكثير من التنظيم والالتزام والشغف. حبي لعملي وإيماني بالقضايا التي أدافع عنها يمنحانني الطاقة اللازمة لمواجهة التحديات. أعتبر العمل السياسي والجمعوي جزءاً لا يتجزأ من حياتي، وأجد فيهما سبيلاً لخدمة وطني ومجتمعي. أما عن طموحاتي المستقبلية، فهي تتمحور حول الاستمرار في خدمة الصالح العام، والمساهمة في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة بجهة فاس مكناس، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الفئات الهشة وتحسين ظروف عيش ساكنة العالم القروي. أطمح أيضاً إلى رؤية المزيد من النساء الشابات ينخرطن في العمل السياسي والجمعوي ويتبوأن مواقع القرار، فمساهمتهن ضرورية لبناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة وازدهاراً.
فايس بريس: نشكرك السيدة فاطمة الزهراء السلاسي على هذا الحوار الصريح والغني.
فاطمة الزهراء السلاسي: الشكر لكم ولجريدة فايس بريس على هذه الاستضافة وإتاحة الفرصة للتواصل مع القراء الكرام.