في عملية نوعية تعكس اليقظة العالية والجهود الدؤوبة لعناصر الدرك الملكي، تمكن المركز الترابي للدرك الملكي بسيدي حرازم، صباح اليوم السبت 26 أبريل 2025، من فك لغز قضية سرقة سيارة وإضرام النار فيها، والتي شغلت الرأي العام المحلي طيلة الأيام الماضية، بإلقاء القبض على المشتبه به الرئيسي في منزله.
وتعود وقائع القضية إلى فجر يوم 14 أبريل 2025، عندما استيقظ أحد المواطنين على وقع صدمة اختفاء سيارته من نوع “سيتروين” من أمام مسكنه. لم يتردد الضحية لحظة في التوجه إلى مركز الدرك الملكي بسيدي حرازم، حيث تقدم بشكاية رسمية حول واقعة السرقة، واضعاً ثقته في الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات الحادث.
لم تكد تمر سوى ساعات قليلة على تسجيل الشكاية، حتى جاءت المفاجأة الصادمة؛ حيث تم العثور على السيارة المبلغ عن سرقتها في منطقة خلاء بجماعة عين البيضاء المجاورة، ولكن بعد أن أتت عليها النيران بالكامل، في محاولة واضحة لطمس معالم الجريمة.
فور تلقي البلاغ بالعثور على السيارة محروقة، وبتعليمات صارمة من رئيس المركز، استنفرت عناصر الدرك الملكي كافة إمكانياتها، وباشرت تحريات وأبحاث ميدانية وتقنية مكثفة. عمل المحققون، الذين يوصفون بـ”العيون التي لا تنام”، على جمع الأدلة وتحليل المعطيات وتتبع الخيوط المحتملة، رغم محاولة الجاني إخفاء آثاره.
وبعد مرور 12 يوماً من البحث المتواصل والتحري الدقيق، أثمرت الجهود صباح اليوم السبت 26 أبريل، بتحديد هوية المشتبه به الرئيسي والوصول إلى مكان إقامته. وبناءً على المعلومات الدقيقة، تمت مداهمة منزل الشاب، وهو من أبناء المنطقة ومعروف بسوابقه القضائية، حيث تم إلقاء القبض عليه.
وأمام الأدلة الدامغة، انهار المشتبه به خلال التحقيق الأولي واعترف تفصيلياً بالمنسوب إليه. وأقر بأنه كان ليلة ارتكاب الجريمة في حالة “هستيرية وسكر طافح”، حيث توجه إلى منزل الضحية بقصد السرقة، ليجد مفاتيح السيارة بداخلها، مما أغراه بالاستيلاء عليها. بعد ذلك، قاد السيارة المسروقة إلى مدينة فاس، وعند عودته في اتجاه جماعة عين البيضاء، توقفت به السيارة، فتملكه الخوف وقرر إضرام النار فيها لإتلاف أي دليل أو بصمات قد تقود إليه.
وقد خلفت هذه العملية الأمنية الناجحة ارتياحاً كبيراً في صفوف ساكنة عين البيضاء والمناطق المجاورة، وأعادت الطمأنينة للرأي العام المحلي الذي تابع القضية عن كثب. وتبرز هذه القضية مجدداً الجهود الجبارة والتفاني الذي يميز عمل رجال الدرك الملكي بالمركز الترابي لسيدي حرازم في سبيل فرض الأمن ومكافحة الجريمة وحماية ممتلكات المواطنين، وهو ما يتجلى في نجاحهم المستمر في فك ألغاز العديد من القضايا المعقدة، بما في ذلك قضايا الاتجار في المخدرات والجرائم الماسة بالأشخاص والممتلكات.
ومن المنتظر أن يتم تقديم المشتبه به أمام أنظار النيابة العامة المختصة فور انتهاء إجراءات البحث التمهيدي، لتقرر في المتابعة القضائية المناسبة في حقه بناءً على التهم الموجهة إليه.
