صفرو: بين رؤية ملكية طموحة وواقع ينتظر الفاعلين السياسيين

فايس بريس3 مايو 2025آخر تحديث :
صفرو: بين رؤية ملكية طموحة وواقع ينتظر الفاعلين السياسيين

في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التنمية في ربوع المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفي ظل استراتيجية وطنية شاملة تستهدف تحديث البنيات التحتية والارتقاء بقطاعات حيوية كالصحة والتعليم، ومحاربة الهدر المدرسي، ودعم الشباب والمرأة، وتعزيز الرياضة، والدفاع المستميت عن قضيتنا الوطنية الأولى، يجد المواطن في إقليم صفرو نفسه أمام مفارقة محيرة ومقلقة.

إقليم صفرو، هذه الجوهرة التي حباها الله بطبيعة خلابة وشلالات آسرة وتاريخ عريق يتجسد في مهرجان حب الملوك، أحد أعرق المهرجانات الوطنية، كان من المفترض أن يكون في طليعة المستفيدين من هذه الدينامية الوطنية. فمؤهلاته السياحية والثقافية والطبيعية تجعله قادراً على تحقيق قفزة نوعية تليق بتطلعات ساكنته وتنسجم مع الرؤية الملكية السامية.

لكن، وعلى أرض الواقع، تطرح الساكنة الصفريوية أسئلة مشروعة ومؤلمة: أين ممثلونا، برلمانيين ورؤساء جماعات، من كل هذا؟ هل يتم فعلاً ترجمة التوجيهات الملكية السامية والخطابات الملهمة إلى مشاريع ملموسة وبرامج فعالة على صعيد الإقليم؟ الواقع، للأسف، يبدو مغايراً في نظر الكثيرين.
نشهد، بحسب شهادات متزايدة، غياباً شبه تام للترافع الحقيقي والفعال عن قضايا الإقليم ومطالب ساكنته تحت قبة البرلمان. نلمس ضعفاً كبيراً في التواصل بين المنتخبين والمواطنين، إلا في المناسبات الانتخابية أو اللقاءات الرسمية حيث تلمع الكاميرات وتتردد الشعارات والوعود التي غالباً ما تظل حبراً على ورق. هذا “الظهور الموسمي” يكرس شعوراً بالإهمال والتهميش لدى الساكنة التي تتوق إلى منتخبين يشاركونها همومها اليومية ويعملون بجد لإيجاد الحلول.

البنية التحتية في العديد من مناطق الإقليم لا تزال تنتظر الكثير، ومشاكل التعليم والصحة والنقل وغيرها تحتاج إلى تدخلات جريئة ومتابعة مستمرة. أين هي المشاريع المهيكلة التي تستجيب لهذه الحاجيات؟ أين هي المبادرات التي تدعم شباب الإقليم وتوفر لهم فرصاً حقيقية؟
إن المواطن الصفريوي يشعر اليوم وكأنه بين مطرقة الحاجيات الملحة وسندان التمثيل السياسي الذي لا يرقى، في نظره، إلى مستوى التحديات والمسؤوليات. إنه شعور بالإحباط يتنامى، وهو ما يفسر الصوت المتعالي الذي يوجه اليوم نداء استغاثة إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للتدخل العاجل.

ليس هذا النداء تشكيكاً في المجهود الوطني الجبار، بل هو صرخة من أجل أن تصل ثمار هذا المجهود إلى إقليم صفرو، وأن يتم تفعيل آليات المحاسبة والمساءلة لضمان انخراط جميع الفاعلين، خاصة المنتخبين، في الدينامية التنموية التي يقودها جلالة الملك بحكمة وتبصر. فصفرو تستحق الأفضل، وساكنتها تتوق إلى غدٍ يوازي عراقة تاريخها وجمال طبيعتها وطموح رؤية قائدها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة