ابراهيم ابركان/برشلونة
اختتمت مؤسسة ابن بطوطة بنجاح فعاليات معرض التراث المغربي الذي نظمته في مدينة برشلونة الإسبانية، والذي امتد من 25 أبريل وحتى 4 مايو 2025. شكل المعرض نافذة مشرقة على ثقافة المغرب العريقة، حيث استقطب اهتمام الزوار من مختلف الجنسيات والجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.
وقد عرضت أروقة المعرض جوانب متنوعة من التراث المغربي الأصيل، شملت العطور التقليدية، فنون الطبخ المغربي الشهي، والقفطان المغربي الذي تألق بألوانه وتصاميمه الجذابة، ليؤكد مكانته كأيقونة للأناقة والتراث المغربي في إسبانيا.
وفي حوار خاص، أكد محمد الشايب، رئيس مؤسسة ابن بطوطة، على التزام المؤسسة الدائم بدعم الجالية المغربية في المهجر معنوياً ومادياً، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تأتي سيراً على نهج وتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وأضاف الشايب أن أيام المعرض شهدت إقبالاً كبيراً، حيث أبدى الزوار انبهارهم بفقرات المعرض المتنوعة التي شملت أيضاً حفلات الحناء التقليدية وسهرات فنية أضفت جواً من البهجة والاحتفاء بالثقافة المغربية.
من جهتها، أكدت السيدة فاطمة الزهراء، وهي خياطة ومصممة قفطان مغربية مقيمة في إسبانيا، أن القفطان ليس مجرد زي تقليدي، بل هو جزء لا يتجزأ من التراث والأصالة المغربية، يحمل في طياته تاريخاً وهوية تمتد جذورها داخل المغرب وخارجه. وأشارت بفخر إلى مساهمتها في نشر هذا التراث من خلال محلها للخياطة المتخصص في القفطان “بلاص” بمدينة برشلونة.
وعلى الصعيد الفني، عبرت الفنانة المغربية رجاء قروي، المقيمة بإسبانيا، عن سعادتها بالحضور القوي للفن المغربي وتفاعل الجالية والزوار مع السهرات الفنية والأجواء التراثية للمعرض. وفي لحظة مؤثرة خلال حوارها مع صحيفة “فايس بريس”، وعند سؤالها عن سبب انهمار دموعها أثناء أدائها لأغنية “صوت الحسن ينادي”، قالت الفنانة رجاء بصوت متأثر: “نحن المغاربة نحب ملكنا ووطننا، ودائماً وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس. نحن شعب مغربي ونحب وطننا”، معبرة عن عمق ارتباطها بالوطن وعشقها للفن المغربي الأصيل.
كما شهد المعرض حضوراً بارزاً للبنك الشعبي بمدينة برشلونة، كشريك دائم وداعم للجالية المغربية وأنشطتها المختلفة سواء داخل أرض الوطن أو خارجه.
وقد لاقت فعاليات المعرض استحساناً كبيراً من قبل ساكنة برشلونة والزوار الإسبان، الذين عبروا عن إعجابهم بالتقاليد المغربية الغنية وأشادوا بروعة التراث المغربي، مؤكدين استمتاعهم بالأجواء الاحتفالية والثقافية للمعرض طيلة أيامه.
ويعد هذا المعرض الناجح دليلاً آخر على حيوية الثقافة المغربية وقدرتها على إثراء المشهد الثقافي العالمي، كما يبرز الدور الهام لمؤسسات مثل ابن بطوطة في تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الجالية المغربية ووطنها الأم.