في مشهد يجسد الإهمال الصارخ وغياب المسؤولية، يعيش سكان شارع رئيسي بمنطقة عوينات الحجاج بفاس وضعاً مزرياً يصفه الكثيرون بـ “الفضيحة من العيار الثقيل”. فالشارع بأكمله يغرق في ظلام دامس بمجرد غروب الشمس، بسبب الانعدام التام للإنارة العمومية، ليتحول ليل السكان إلى كابوس حقيقي من الخوف وانعدام الأمان، وذلك في غياب تام للمسؤولين المعنيين بمقاطعة سايس.
يشتكي سكان الشارع المذكور، الذين فضل بعضهم عدم الكشف عن هويته خوفاً من التجاهل المتعمد، من أن الوضع أصبح لا يطاق. فالظلام يحول تنقلاتهم المسائية، خاصة للنساء والأطفال وكبار السن، إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويزيد من فرص وقوع حوادث أو أعمال إجرامية في منطقة يفترض أن تكون آمنة.
مصباح معطل فوق محل مستشار… قمة الاستهتار!
وما يزيد الطين بلة، ويثير سخط السكان بشكل أكبر، هو المفارقة العجيبة التي تجسد قمة الاستهتار بمعاناة المواطنين. فقد تم رصد مصباح إنارة حديث من نوع “ليد” (LED)، مثبت بعناية فوق محل تجاري قيل إنه يعود لأحد المستشارين بمجلس مقاطعة سايس، لكن هذا المصباح – ويا للسخرية – غير شغال أيضاً! نعم، مصباح يُفترض أن يكون رمزاً للاهتمام، يقف شاهداً صامتاً ومعطلاً على الإهمال الذي يلف الشارع بأكمله. يتساءل السكان بمرارة: “إذا كان مصباح فوق محل مسؤول معطلاً، فماذا ننتظر نحن؟”.
توجيهات الوالي في وادٍ… ومسؤولو المقاطعة في وادٍ آخر!
المفارقة الأكبر هي أن هذه “الفضيحة” تتكشف في وقت يحرص فيه السيد معاد الجامعي، والي جهة فاس-مكناس، على التأكيد مراراً وتكراراً على ضرورة تعميم الإنارة العمومية وتجويدها في كافة أحياء وشوارع المدينة، باعتبارها حقاً أساسياً للمواطنين وعاملاً ضرورياً لتعزيز الأمن وتحسين جودة الحياة. فأين هي الجهات المسؤولة بمقاطعة سايس من هذه التوجيهات الواضحة؟ هل هم حقاً “في نوم عميق” كما يصفهم المواطنون الغاضبون، غير مكترثين بمعاناة السكان ومتطلباتهم الأساسية التي تدخل في صلب مهامهم؟
صرخة استغاثة ومطالبة بالمحاسبة
إن الوضع في هذا الشارع بعوينات الحجاج ليس مجرد مشكلة تقنية يمكن تبريرها، بل هو دليل قاطع على خلل في تسيير الشأن المحلي وغياب للمتابعة والرقابة والمحاسبة. فإلى متى سيظل هذا الشارع وسكانه رهائن للإهمال والظلام؟
يوجه سكان المنطقة نداء استغاثة عاجلاً إلى السيد الوالي للتدخل الفوري وفتح تحقيق في هذا الإهمال الفاضح ومحاسبة المسؤولين المقصرين في مقاطعة سايس. إن إعادة النور لهذا الشارع ليست مجرد إصلاح مصابيح، بل هي إعادة للثقة المفقودة بين المواطن والمسؤول، وإثبات بأن توجيهات الوالي ليست حبراً على ورق.
