الدرويش يجلد بن كيران: خطاب “الفقيه” تجاوز حدود اللياقة وتعدى على صلاحيات جلالة الملك

فايس بريس8 مايو 2025آخر تحديث :
الدرويش يجلد بن كيران: خطاب “الفقيه” تجاوز حدود اللياقة وتعدى على صلاحيات جلالة الملك

في تعليق ناري، لم يدخر الأكاديمي والفاعل السياسي محمد الدرويش جهداً في تشريح خطاب عبد الإله بن كيران الأخير، الذي أعقب إعادة انتخابه على رأس حزب العدالة والتنمية. فبينما هنأ الدرويش بن كيران على الفوز، معتبراً إياه شأناً حزبياً داخلياً، فإنه أطلق سهام النقد اللاذع تجاه مضمون وطريقة الخطاب الذي ألقاه زعيم “المصباح”.

ووصف الدرويش خطاب بن كيران بأنه أقرب إلى “خطبة فقيه” ماهر في فنون التواصل، يعرف كيف يصوب “سهامه” ويدرك تماماً تبعات كلامه، منه إلى خطاب سياسي رصين. وقارن الدرويش بين أسلوب بن كيران وبين الخطابات المتزنة لرؤساء حكومات سابقين مثل عبد الرحمان اليوسفي وعباس الفاسي وإدريس جطو، الذين كانوا، بحسبه، يزنون كلماتهم وإشاراتهم بدقة متناهية.

لكن النقطة التي اعتبرها الدرويش “نشازاً صارخاً” و”عيباً وعاراً” على رجل بحجم بن كيران، كانت تجاوزه الصارخ في الخوض بالسياسة الخارجية للمملكة، وتوجيهه انتقادات مباشرة للرئيسين الفرنسي والأمريكي. وأكد الدرويش أن هذا يعد تعدياً سافراً على الصلاحيات الدستورية لجلالة الملك محمد السادس، والمخولة له حصراً، خاصة وأن بن كيران، برأي الدرويش، يدرك تماماً الجهود الجبارة التي تبذلها المؤسسة الملكية في بناء علاقات دولية متوازنة قوامها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ولم يسلم أسلوب بن كيران في مهاجمة خصومه السياسيين والإعلاميين من انتقادات الدرويش، الذي رأى أن تلك “الصفات والكلمات غير اللائقة” تعكس تدهوراً مقلقاً في مستوى الخطاب السياسي المغربي، خصوصاً بعد عام 2011. واعتبر الدرويش أن بن كيران “فقد شيئاً من حكمته السابقة” في توجيه انتقاداته.
واختتم الدرويش تصريحه بتوجيه نداء حار للأحزاب السياسية بضرورة الارتقاء بالمستوى الأخلاقي في إدارة الخلافات وتوجيه النقد، مؤكداً أن “السياسة قبل وبعد كل شيء أخلاق في الممارسة وفي الكلام“.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة