كشف الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع من باريس أن بلاده تجري “مفاوضات غير مباشرة” مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع، فيما ندد ماكرون بالضربات والتوغلات الإسرائيلية في سوريا. ومصدر صحفي يكشف عن الوسيط المفترض بين سوريا وإسرائيل.
قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يوم الأربعاء (السابع ماي 2025) من إن بلاده تجري مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لمنع حدوث تدهور في التصعيد الأخير. وجاء هذا خلال حديث للشرع في باريس في أول زيارة له لدولة أوروبية منذ توليه منصبه في يناير الماضي، مع سعيه إلى توسيع العلاقات مع الدول الغربية.
وقال الشرع خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه « بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص الوضع لكي لا تصل الأمور الى حد يفقد السيطرة عليه من كلا الطرفين ».
وأكّد الشرع « نحن نحاول أن نتكلم مع كل الدول التي لديها تواصل مع الجانب الإسرائيلي للضغط عليهم للتوقف عن التدخل في الشأن السوري واختراق أجوائه وقصف بعض منشآته ».
ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر قالت إنها مطلعة أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية للمحادثات بين إسرائيل وسوريا، في الوقت الذي يسعى فيه حكام سوريا الجدد إلى الحصول على مساعدة إقليمية لإدارة علاقة تزداد عداء مع إسرائيل.
وذكر أحد المصادر أن مسؤولين أمنيين إماراتيين ومسؤولين في المخابرات السورية ومسؤولين سابقين في المخابرات الإسرائيلية شاركوا في قناة الاتصال، من بين آخرين. وطلبت المصادر الثلاثة عدم نشر أسمائها نظرا لحساسية الأمر.
وقال الشرع خلال المؤتمر الصحافي إنه تطرق مع ماكرون إلى « التهديدات الإسرائيلية المستمرة حيث قصفت إسرائيل سوريا أكثر من 20 مرة خلال الأسبوع الماضي فقط… تحت ذريعة حماية الأقليات ».
واعتبر الشرع الأربعاء أن « التدخلات الإسرائيلية عشوائية… وكسرت قانون اتفاق 1974 ونحن منذ وصولنا إلى دمشق صرحنا لكل الجهات المعنية بان سوريا ملتزمة باتفاق 1974 ». وشدّد أن على قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أن « تعود للخط الفاصل، الأزرق »، مضيفا أن قوات الأمم المتحدة أجرت زيارات عدة إلى دمشق.
من جانبه ندّد ماكرون بالضربات والتوغلات في سوريا، معتبرا أنها لن تضمن « أمن » إسرائيل على المدى الطويل. وقال ماكرون خلال المؤتمر الصحافي مع الشرع « بالنسبة إلى عمليات القصف والتوغّل، أعتقد أنّها ممارسة سيئة. لن يكون في الإمكان ضمان أمن بلد من خلال انتهاك سلامة أراضي البلد الجار ».
ومنذ سقوط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، شنّت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا ، مبررة ذلك بالحؤول دون وقوع الترسانة العسكرية للحكم السابق بين يدي السلطات الجديدة التي تعدها « جهادية ».
وتوغل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان ، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله الدولة العبرية من الهضبة السورية. وتتقدم قواتها بين الحين والآخر الى مناطق في عمق الجنوب السوري.
وكرّرت إسرائيل في الآونة الأخيرة تهديداتها، محذّرة خصوصا من المساس بالدروز ، على خلفية اشتباكات ذات طابع طائفي اندلعت هذا الشهر في منطقتين يقطنهما دروز قرب دمشق، وأودت بأكثر من 120 شخصا على الأقل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعلى إثر هذه التهديدات، شنّت إسرائيل غارة جوية في محيط القصر الرئاسي في دمشق . وعقب الضربة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس « هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال ».
كما شنّت إسرائيل أواخر الأسبوع الماضي، ضربات واسعة النطاق في مناطق سورية عدة، مؤكدة أنها استهدفت بنى تحتية عسكرية في محيط دمشق وغيرها.
وفي سياق آخر دعا الرئيس ماكرون الولايات المتحدة إلى « الإسراع في رفع العقوبات » المفروضة على سوريا ، و »مواصلة » عملياتها العسكرية ضد تنظيم » الدولة الإسلامية « .
وقال ماكرون « من مصلحة الجميع اليوم، بما في ذلك مصلحة الأمريكيين، التحرك لمرافقتنا في رفع العقوبات عن الشعب السوري »، و »تأخير انسحاب هذه القوات من سوريا قدر الإمكان ».
وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيسعى جاهدا لعدم تجديد عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا في يونيو حزيران.