قال رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، في نواكشوط اليوم الجمعة، إن موريتانيا والمغرب قادرتان على كتابة قصة نجاح وازدهار وتنمية عالمية معا.
وأشار السيد الطالبي العلمي في افتتاح المنتدى البرلماني والاقتصادي الموريتاني المغربي الأول، المنعقد يومي 9 و10 ماي في نواكشوط، إلى أنه “بعزم وتصميم، وبروح من الشراكة الصادقة والتعاون الوثيق، يمكن للجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية معًا كتابة قصة نجاح وازدهار وتنمية عالمية، قلّما نجد لها مثيلًا بين دولتين متجاورتين”.
وأكد أن “عمقنا الأفريقي المشترك يُشكل مساحة فريدة لشراكة مربحة للجميع ولتنمية الأعمال والتجارة، إذ نشكل حلقة وصل رئيسية بين ثلاث مناطق: أفريقيا وأوروبا والعالم العربي، ومنها إلى آسيا وأوراسيا”.
وتابع:”كما سبق أن أكدنا خلال القمة البرلمانية لدول إفريقيا الأطلسية، المنعقدة في 6 فبراير بالرباط، فإن مسار دول إفريقيا الأطلسية، الذي أطلقه الملك محمد السادس، يُعد مبادرة طموحة للغاية ورافدًا هيكليًا للتكامل القاري الأفريقي”،
وأضاف السيد الطالبي العلمي في افتتاح هذه الدورة من المنتدى، الذي ترأسه بالاشتراك مع رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، محمد بامبا مغيط، بحضور برلمانيين ووزراء وفاعلين اقتصاديين من كلا البلدين، أن أهمية هذا المسار تكمن في تكامله مع المبادرة التي اقترحها الملك محمد السادس لمصلحة الدول الإفريقية الشقيقة في منطقة الساحل، والرامية إلى انفتاح الدول غير الساحلية في القارة.
وأكد أن موريتانيا والمغرب يمكنهما الاضطلاع بدور محوري في هذين المشروعين اللذين يتمتعان ببعد دولي استراتيجي، مضيفًا أن البنية التحتية الناشئة المتاحة لكلا البلدين تُشكل روافد أساسية للربط القاري والدولي، وتُعزز تنفيذ مثل هذه المشاريع الطموحة.
وأكد أنه “بروح المصالح المشتركة والرؤية الاستراتيجية والتموقع العالمي، لا بد أن يعود ذلك بالنفع على بلدينا وشعبينا والدول الأفريقية ككل”.
ودعا السيد الطالبي العلمي إلى تحويل التحديات إلى فرص ومشاريع مشتركة، وحثّ المؤسستين التشريعيتين على دعم المشاريع الحكومية ومبادرات القطاع الخاص في كلا البلدين، وتعزيز الاستثمارات المشتركة لمواجهة تحديات النهضة والنهوض معًا، وفقًا لرؤية قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس محمد ولد الغزواني.
ورأى أن النسخة الأولى من هذا المنتدى تُمثل بداية عهد جديد في العلاقات الثنائية تتجاوز “المصالح والمزايا لتُجسّد روابط الأخوة وروابط الدم التي لطالما جمعت الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني”. كما دعا رئيس مجلس النواب إلى الارتقاء بالعلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين، اقتصاديًا وفنيًا وخدميًا، إلى مستوى العلاقات الإنسانية والثقافية والسياسية، التي تُمثل “نموذجًا يُحتذى به”.
وأشار في هذا الصدد إلى أنها روافع وثوابت يجب الاستفادة منها لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه البلدين، وتحقيق تطلعات الشعبين الموريتاني والمغربي.
وفي هذا الصدد، أكد أن موريتانيا والمغرب يتمتعان بالاستقرار في بيئة جيوسياسية غير مستقرة، مشيرًا إلى أن البلدين يواجهان الجفاف والتصحر، ويعود ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، مما يؤدي إلى فقدان فرص العمل ومصادر الدخل، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية.
وأضاف أن كلا البلدين يواجهان أيضًا تدفقات الهجرة والنزوح من مناطق أخرى من العالم، “وهي تدفقات يُديرانها بمسؤولية واحترام لحقوق الإنسان”.
وأشاد بمبادرة إضفاء بُعد اقتصادي على هذا المنتدى، واقتراح الزراعة وتربية الماشية والصيد البحري والتدريب وتنمية الموارد البشرية كمحاور لهذه الدورة، التي تميزت بمشاركة وزراء وخبراء وممثلين عن القطاع الخاص من كلا البلدين.
يهدف المنتدى البرلماني والاقتصادي الموريتاني المغربي إلى إرساء منصة للحوار والتعاون بين البرلمانيين والحكومات والجهات الفاعلة الاقتصادية من المغرب وموريتانيا، بهدف دعم التنمية المستدامة، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتوطيد العلاقات البرلمانية لضمان دعم تشريعي فعال للمشاريع الثنائية.
كما يهدف إلى تشجيع الاستثمار والتبادل الاقتصادي، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل الصيد البحري والزراعة والبنية التحتية والتدريب المهني.
يهدف المنتدى إلى تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين البلدين، وتعزيز التعاون الثلاثي من خلال إشراك الجهات الفاعلة الأفريقية والدولية، وتوسيع فرص التنمية، وبناء شراكات ثنائية فعّالة من خلال نهج متكامل يشمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، بالإضافة إلى القطاع الخاص، مع إنشاء آلية للرصد والتقييم لضمان تنفيذ توصيات المنتدى واتفاقياته.
سيناقش المشاركون في المنتدى العديد من القضايا ذات الأولوية لتعزيز التعاون الثنائي، بما في ذلك الأمن الغذائي والتعاون الزراعي، ومصايد الأسماك البحرية والإدارة المستدامة للموارد البحرية، والتدريب المهني وتطوير المهارات لتلبية احتياجات سوق العمل، وتحسين سلالات الماشية، وصحة الحيوان، والتسويق في إطار تطوير البنية التحتية للإنتاج.
يندرج هذا المنتدى، الذي تُعقد جلساته بالتناوب في نواكشوط والرباط، في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية المتينة بين المغرب وموريتانيا، القائمة على روابط سياسية واقتصادية وثقافية راسخة.
الطالبي العلمي: المغرب وموريتانيا قادران على كتابة قصة نجاح وتنمية عالمية معا
