ابراهيم ابركان: طراغونا
تحولت سهرة ثقافية مغربية بمهرجان طراغونة في إسبانيا ليلة الأمس السبت 10 ماي 2025، كان من المفترض أن تكون احتفاءً بالتراث والتقاليد المغربية، إلى كابوس حقيقي وفضيحة مدوية، بعد أن عبر أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج عن استيائهم العارم وسخطهم الشديد جراء ما وصفوه بـ”سوء التنظيم الكارثي والتسيير الفاشل” للفعالية.
ففي تصريحات نارية لمواطنين مغاربة حضروا السهرة، تكشفت خيوط الإهمال والتخبط الذي شاب التنظيم. وقال مواطن مغربي، قطع مسافات طويلة من المغرب خصيصاً لحضور المهرجان الذي يُفترض أن يمثل المغرب أحسن تمثيل، بحسرة وغضب: “أنا جئت من المغرب لمهرجان طراغونة الذي يمثل المغرب أحسن تمثيل، ولكن المنظمين للمهرجان ليس لهم تجربة، وهذا الشيء حشم بنا (جعلنا نشعر بالخجل)”.
ولم يكن هذا الصوت هو الوحيد، بل تكررت شهادات الغضب من مختلف أفراد الجالية. مواطن آخر، قادم من إيطاليا، عبر عن خيبة أمله قائلاً: “جئنا إلى المهرجان الذي يمثلنا كمغاربة، ولكن المنظمين حشموا بنا”.
ووصل الاستياء ذروته مع شهادة مواطن آخر كشف عن تفاصيل صادمة لما جرى، قائلاً: “المنصة كانت على الأرض! دفعنا أموالنا وضحكوا علينا. قالوا لنا اصعدوا للأعلى، فصعدنا، ثم قالوا لنا انزلوا إلى الأرض، فنزلنا. لم نفهم شيئاً مما يحدث!”. هذه الشهادة ترسم صورة واضحة لحالة الفوضى والارتباك التي سادت المكان، والتي اعتبرها الحضور إهانة مباشرة لهم.
وتزيد حدة الصدمة عند معرفة أن مهرجان طراغونة، الذي يُفترض أن يكون واجهة مشرفة للثقافة والتراث المغربي العريق، يُنظم من قبل القنصلية المغربية، الجهة التي يُنتظر منها الحرص على أعلى معايير التنظيم بما يليق بسمعة المملكة.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد، حيث وثق مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع حضور رجال الأمن الإسبان إلى عين المكان، في إشارة إلى احتمال تطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه بسبب حالة التوتر والاحتقان التي سادت بين الحضور جراء سوء التنظيم.
أمام هذه “المهزلة التنظيمية”، كما وصفها البعض، لم تجد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بداً من توجيه نداء عاجل إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، للتدخل الفوري والعاجل لفتح تحقيق في ملابسات هذه الفضيحة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صورة المغرب التي اهتزت في هذا المحفل.
تبقى الأنظار شاخصة نحو ما ستؤول إليه هذه القضية، وما إذا كانت ستتم الاستجابة لمطالب الجالية الغاضبة، التي شعرت بأنها تعرضت للخداع والإهانة في فعالية كان من المفترض أن تكون مصدر فخر واعتزاز بهويتها المغربية.