تحت شعار براق هو “التراث اللامادي ركيزة لتعزيز التنمية المستدامة”، انطلقت فعاليات ملتقى الربيعي أكدال في الثامن من مايو الجاري، على أن تستمر حتى الرابع عشر منه عام 2025. لكن يبدو أن الشعارات الطموحة تصطدم بواقع مرير على الأرض، حيث تتصاعد الأصوات المنتقدة التي تصف الملتقى بـ”الفاشل بكل المقاييس”، وسط غياب لأي إشعاع حقيقي وفعالية تذكر.
الأجواء العامة في محيط الملتقى، المنظم بمقاطعة أكدال، تبدو باهتة وخالية من الزخم المفترض لمثل هذه التظاهرات. فبحسب ملاحظات ميدانية وشهادات متطابقة، يعاني الملتقى من “انعدام تام للإشعاع” حتى على مستوى المقاطعة نفسها التي تحتضنه. أين هي الحشود؟ أين هو التفاعل الجماهيري مع حدث يرفع شعار التنمية والتراث؟
وما يزيد الطين بلة، هو طبيعة المشاركة التي اقتصرت بشكل كبير على عدد محدود من العارضين للمنتوجات المحلية من داخل المقاطعة، مما يطرح تساؤلاً حول قدرة الملتقى على استقطاب مشاركات أوسع وأكثر تنوعاً تعكس غنى التراث اللامادي فعلاً. هل تحول الملتقى إلى مجرد سوق محلي صغير بدلاً من منصة إشعاع ثقافي وتنموي؟
الكارثة الأكبر، بحسب مصادر متعددة، تمثلت في الغياب شبه التام لفعاليات المجتمع المدني الوازنة والفاعلة خلال الندوات والنقاشات المبرمجة. هذا الغياب يفرغ الملتقى من أي عمق فكري أو نقاش جاد حول الشعار المرفوع، ويجعله مجرد هيكل بلا روح، فكيف يمكن الحديث عن تنمية مستدامة وتعزيز للتراث في غياب أبرز الفاعلين المدنيين المعنيين بهذه القضايا؟
أصداء الشارع لم تكن أفضل حالاً، حيث نقل مواطنون التقتهم الجريدة “فايس بريس” استياءهم العميق، واصفين الملتقى صراحة بأنه “فاشل بكل المقاييس”. وعزا المواطنون هذا الفشل إلى سوء التنظيم، وضعف الترويج، وغياب أي فعاليات جاذبة أو مبتكرة قادرة على استقطاب اهتمام الساكنة والزوار.
مع اقتراب موعد الاختتام يوم 14 مايو 2025، تتعالى التساؤلات حول المسؤولية عن هذا الإخفاق الملحوظ. هل هو سوء تقدير من المنظمين؟ أم ضعف في الموارد المخصصة؟ أم مجرد استخفاف بأهمية تنظيم حدث يرقى لمستوى الشعار المرفوع وتطلعات الساكنة؟ يبقى التقييم النهائي مؤجلاً، لكن المؤشرات الأولية ترسم صورة قاتمة لملتقى يبدو أنه ضل طريقه وفشل في تحقيق أهدافه المعلنة، مخلفاً وراءه خيبة أمل كبيرة في أوساط المهتمين والمتابعين.