اختتمت بنجاح فعاليات “مهرجان المغرب في تاراغونا”، التي أقيمت في الفترة من 9 إلى 11 مايو الجاري، بتنظيم من القنصلية العامة للمملكة المغربية بتاراغونا وبشراكة مع بلدية المدينة. شكل المهرجان احتفاءً مميزاً بغنى وتنوع التراث الثقافي المغربي، وعزز الحوار بين الثقافات في مدينة تاراغونا المعروفة بانفتاحها وتنوعها.
حظي المهرجان بحضور دبلوماسي رفيع المستوى وشخصيات إسبانية وازنة، تقدمتهم سفيرة المغرب في إسبانيا، السيدة كريمة بنيعيش، وعمدة تاراغونا، السيد روبين فينياليس إلياس، والمندوب الحكومي الإسباني في كتالونيا، السيد كارلوس برييتو غوميز نومبرادو. كما شهد المهرجان حضوراً قوياً ومشاركة فاعلة من أفراد الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، الذين أشادوا بالتنظيم المحكم والجهود الدؤوبة للقنصل العام للمغرب بتاراغونا إكرام شاهين، وتواصلها المستمر مع الجالية.
وفي تصريح لها، أكدت القنصل العام إكرام شاهين أن المهرجان يمثل فضاءً للحوار الثقافي ويعكس حيوية التعبير الثقافي المغربي، كما يوفر واجهة لإبداعات الصناع التقليديين والمصممين ورواد الأعمال المغاربة، وفرصة لتعزيز التقارب الثقافي.
تميز برنامج المهرجان بفقرات غنية ومتنوعة قدمت صورة شاملة عن المغرب. وشهد حفل الافتتاح استعراضاً شيقاً لأهم طقوس وتقاليد الزفاف المغربي، مما أتاح للحضور فرصة فريدة لاكتشاف جزء أصيل من الثقافة المغربية. كما تخللت الأمسيات عروض موسيقية حية قدمتها الفنانة سعيدة شرف ومجموعة كناوة، واختتمت بعرض أزياء مبهر للقفطان المغربي، سلط الضوء على أناقة وأصالة التصميم المغربي وبراعة مبدعيه.
من جانبها، أعربت السفيرة كريمة بنيعيش عن اعتزازها بتنظيم هذا المهرجان الذي يعكس، متانة الروابط الإنسانية بين المملكتين المغربية والإسبانية. وأكدت أن الحدث يبرز ثراء الموروث الثقافي المغربي ويمزج بين الأصالة والحداثة، مستعرضةً أيضاً الإصلاحات الكبرى التي يقودها جلالة الملك محمد السادس للارتقاء بالمملكة. وعلى هامش المهرجان، أجرت السفيرة لقاءات مع مسؤولين محليين لبحث سبل تعزيز الشراكة واستكشاف آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي.
بدوره، وصف المندوب الحكومي الإسباني في كتالونيا، كارلوس برييتو، المهرجان بأنه “نافذة حقيقية على الثقافة المغربية بكل أبعادها”، مشيداً بعمق التراث المغربي وقوة العلاقات المغربية الإسبانية التي تتعزز بالتضامن المتبادل.
من جهته، أشاد عمدة تاراغونا، روبين فينياليس إلياس، بروابط الصداقة والأخوة والتعايش بين مدينته والمملكة المغربية، مؤكداً على الدور الحيوي للجالية المغربية في النسيج الاجتماعي والثقافي لتاراغونا، معتبراً إياهم “جزءاً لا يتجزأ من روح المدينة”. وأشار إلى أن المهرجان يجسد الاحترام المتبادل ويعزز علاقات التقدير والتعاون، مشدداً على متانة العلاقة بين تاراغونا وطنجة، المدينتين المتوأمتين.
شكل مهرجان المغرب في تاراغونا منصة حيوية لتقريب الثقافة المغربية من الجمهور الإسباني، وتأكيداً على الروابط التاريخية والإنسانية والتجارية العريقة التي تجمع بين البلدين الجارين.