أعلنت الصين استعدادها لتوسيع التعاون العملي مع الجيش الروسي، في خطوة جديدة تعكس متانة العلاقات الاستراتيجية بين بكين وموسكو، وسط تحولات دولية متسارعة وتوترات متصاعدة مع الغرب. جاء هذا الموقف خلال لقاء جمع بين كبار المسؤولين العسكريين من البلدين، حيث أكدت وزارة الدفاع الصينية أن الطرفين اتفقا على تعميق التنسيق، وتعزيز الثقة المتبادلة في المجال العسكري، بما يخدم مصالح البلدين ويحافظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس يشهد فيه العالم استقطاباً حاداً بسبب الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة حول قضايا تايوان وبحر الصين الجنوبي.
وتُعد الشراكة العسكرية بين الصين وروسيا جزءاً من التحالف السياسي الأوسع بينهما، والذي يهدف إلى كسر ما تعتبره بكين وموسكو “الهيمنة الغربية” على النظام الدولي، والدعوة إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ورغم تأكيد الصين المتكرر على أنها لا تزود روسيا بأسلحة تُستخدم في أوكرانيا، فإن واشنطن وحلفاءها يراقبون عن كثب طبيعة هذا التعاون العسكري، خاصة في ظل إجراء البلدين مناورات عسكرية مشتركة، وتنسيق مستمر على مستوى القيادة العليا. وتثير هذه التطورات قلق الغرب، الذي يرى فيها تهديداً للتوازنات الجيوسياسية، ومحاولة من القوتين لفرض قواعد جديدة على النظام الدولي.
ويعتبر محللون أن هذه الخطوة من الصين تمثل رسالة سياسية قوية، تعبر عن رفض الضغوط الغربية، ورغبة بكين في لعب دور أكثر فاعلية في الملفات الأمنية العالمية، إلى جانب روسيا التي تعيش عزلة نسبية بسبب العقوبات الغربية. كما تعكس تنسيقاً استراتيجياً يروم تعزيز النفوذ في آسيا الوسطى ومنطقة المحيط الهادئ، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية والعسكرية للبلدين.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن التعاون الصيني الروسي يسير نحو مزيد من التقارب، وهو ما قد يعيد تشكيل خارطة التحالفات الدولية، ويفرض تحديات جديدة على القوى الغربية التي تسعى لاحتواء تمدد نفوذ بكين وموسكو على الساحة العالمية.