أخزو زهير
تشهد الساحة الرياضية بجهة فاس مكناس حراكاً انتخابياً مع اقتراب موعد الجمع العام لعصبة كرة القدم، المقرر في 30 مايو 2025. وفي خضم هذا الحراك، يبرز اسم عبد السلام بوعاز كمرشح بارز لقيادة العصبة، حاملاً معه رؤية كروية واعدة وتطلعات لتطوير اللعبة في الجهة. تأتي هذه الانتخابات في وقت حساس، يتزامن مع استقالات لكفاءات رياضية، وفي ظل الرؤية الملكية السامية للنهوض بالرياضة، واستعداد المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى ككأس إفريقيا وكأس العالم.
تُشيد ساكنة جهة فاس مكناس بمجهودات عبد السلام بوعاز، وترى فيه شخصية قادرة على إحداث نقلة نوعية في تسيير شؤون كرة القدم بالجهة. “فايس بريس” أجرت حواراً خاصاً مع السيد بوعاز لتسليط الضوء على برنامجه الانتخابي ورؤيته المستقبلية.
فايس بريس: السيد عبد السلام بوعاز، ترشحكم لرئاسة عصبة فاس مكناس لكرة القدم يأتي في ظرفية مهمة. ما هي أبرز دوافع هذا الترشح؟
عبد السلام بوعاز: بدايةً، أشكر جريدة “فايس بريس” على هذه الاستضافة. ترشحي نابع من إيمان عميق بضرورة التغيير والتطوير في منظومة كرة القدم بجهتنا الغنية بالمواهب والطاقات. لقد لمسنا جميعاً الحاجة إلى رؤية جديدة تنهض باللعبة على كافة المستويات، بدءًا من الفئات السنية وصولاً إلى فرق الهواة والمحترفين. دافعي الأساسي هو خدمة كرة القدم في جهة فاس مكناس، والمساهمة في إشعاعها الوطني، تماشياً مع التطور الكبير الذي تشهده الرياضة المغربية بشكل عام. هناك دعم واسع من مختلف الفاعلين الرياضيين الذين يتطلعون إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد والشفاف.
فايس بريس: تشهد الساحة الرياضية بالجهة حديثاً عن استقالات لكفاءات رياضية. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ وما هي خطتكم للاستفادة من جميع الكفاءات في حال انتخابكم؟
عبد السلام بوعاز: يؤسفني سماع أخبار عن استقالات أو ابتعاد كفاءات رياضية عن محيط التسيير. هذا يدل على وجود اختلالات وتراكمات سلبية أثرت على مناخ العمل الرياضي بالجهة، وربما “فوضى” و “تسيير أحادي” أدى إلى هذا الوضع، بل وتحدث البعض عن “بلطجة” وتفجير التقرير المالي للجمع العام السابق. رؤيتنا تقوم على أساس لم الشمل وفتح الأبواب أمام جميع الكفاءات والخبرات دون إقصاء. نؤمن بأن التطوير الحقيقي لن يتم إلا بتضافر جهود الجميع. سنعمل على خلق بيئة عمل صحية ومحفزة، قائمة على النزاهة والشفافية، وتشجع على المبادرة والعطاء. هدفنا هو استعادة الثقة وإعادة الاعتبار للكفاءات التي تم تهميشها، والاستفادة من خبراتها لخدمة المشروع الرياضي الطموح الذي نحمله للجهة.
فايس بريس: كيف تترجمون الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لدعم الرياضة، على مستوى جهة فاس مكناس؟
عبد السلام بوعاز: الرؤية الملكية هي النبراس الذي نهتدي به. صاحب الجلالة، نصره الله، ما فتئ يؤكد على الدور المحوري للرياضة كرافعة للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وأداة لإشعاع قيم المواطنة والتماسك. على مستوى جهة فاس مكناس، سنعمل على تجسيد هذه الرؤية من خلال:
- تطوير البنيات التحتية: السعي لتأهيل الملاعب وتوفير فضاءات رياضية لائقة في مختلف أقاليم الجهة.
- دعم الأندية: تقديم الدعم المادي واللوجستي للأندية، خاصة تلك التي تعاني من قلة الإمكانيات، مع الحرص على حكامة مالية شفافة.
- الاهتمام بالفئات السنية: وضع برامج تكوينية متطورة للمواهب الشابة، وتكثيف الدوريات والبطولات الخاصة بهم لاكتشاف وصقل هذه المواهب.
- التكوين والتكوين المستمر: تأهيل الأطر التقنية والإدارية والحكام لرفع مستوى الأداء العام.
- تشجيع الاستثمار: جذب المستثمرين للقطاع الرياضي وعقد شراكات بين القطاعين العام والخاص لتنويع مصادر التمويل كما دعا لذلك جلالته.
فايس بريس: المغرب مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية كبرى ككأس إفريقيا وكأس العالم. كيف يمكن لجهة فاس مكناس، وهي إحدى المدن المستضيفة لمونديال 2030، أن تستفيد وتساهم في إنجاح هذه الأحداث؟
عبد السلام بوعاز: استضافة المغرب لهذه التظاهرات العالمية هو فخر وتشريف، وفي نفس الوقت مسؤولية كبيرة. جهة فاس مكناس، بتاريخها وحضارتها وشغف ساكنتها بكرة القدم، مطالبة بأن تكون في مستوى هذا الحدث.
- على مستوى العصبة: يجب أن نعمل على أن تكون كرة القدم في الجهة مثالاً يحتذى به في التنظيم والتسيير والروح الرياضية.
- تعبئة شاملة: سنعمل على تعبئة جميع الفعاليات الرياضية والجماهير للمساهمة في إنجاح هذه التظاهرات، والترحيب بضيوف المغرب.
- إرث مستدام: الأهم هو أن تترك هذه التظاهرات إرثاً رياضياً مستداماً للجهة، سواء على مستوى البنيات التحتية أو الخبرات التنظيمية أو الاهتمام المتزايد باللعبة. فاس ستكون إحدى مدن المونديال، وهذا يتطلب منا جميعاً الارتقاء بالعمل الرياضي ليكون في مستوى سمعة المملكة.
فايس بريس: الجمع العام المقرر في 30 ماي 2025 يعتبر محطة حاسمة. ما هي رسالتكم لأسرة كرة القدم بجهة فاس مكناس؟ وما هي أبرز ملامح رؤيتكم الكروية الواعدة لقيادة العصبة؟
عبد السلام بوعاز: رسالتي لأسرة كرة القدم في جهتنا هي رسالة أمل وتفاؤل. الجمع العام المقبل هو فرصة حقيقية للتغيير نحو الأفضل. أدعو جميع الأندية والمنخرطين إلى المشاركة الفعالة والواعية لاختيار قيادة قادرة على تحقيق طموحاتهم.
رؤيتنا الكروية تقوم على عدة مرتكزات أساسية:
- الشفافية والحكامة الجيدة: ضمان تسيير مالي وإداري شفاف ونزيه للعصبة، بعيداً عن أي خروقات مالية أو تسييرية.
- تطوير شامل للممارسة الكروية: الاهتمام بكرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة، بالإضافة إلى كرة القدم الشاطئية إن توفرت الإمكانيات.
- برامج تدريبية متطورة: إيلاء أهمية قصوى لتكوين اللاعبين والمدربين وفق أحدث المعايير.
- عدالة رياضية: ضمان منافسات نزيهة وتكافؤ الفرص بين جميع الأندية، وتجنب القرارات الأحادية التي قد تضر بمصالح الفرق، مثلما حدث مع توقيف 14 فريقاً سابقاً.
- التواصل والشراكة: فتح قنوات تواصل دائمة مع جميع مكونات اللعبة، وبناء شراكات قوية مع السلطات المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
أؤمن بأن جهة فاس مكناس تمتلك كل المقومات لتكون رائدة في مجال كرة القدم. بالعمل الجاد والإرادة الصادقة والتعاون المشترك، يمكننا أن نحقق هذه الريادة. الحاج عبد السلام بوعاز يعد بالكثير للنهوض باللعبة في جهة فاس مكناس، معتمداً على مسيرته الطويلة كلاعب ومسير، والتي شملت رئاسة أندية و تحقيق الصعود معها، بالإضافة إلى مساهماته المالية والإدارية في فرق أخرى، ورؤيته التي تستهدف تشجيع الشباب وتوفير البيئة المثالية للتطور والاحتراف.
فايس بريس: شكراً جزيلاً السيد عبد السلام بوعاز على هذا الحوار الصريح والوافي.
عبد السلام بوعاز: الشكر لكم ولكل قراء “فايس بريس”.