شريان تيسة الرئيسي يئن تحت وطأة شاحنات الرمال: غضب الساكنة يتصاعد و”حلبة السباق” تهدد الأرواح والمصالح!

فايس بريس17 مايو 2025آخر تحديث :
شريان تيسة الرئيسي يئن تحت وطأة شاحنات الرمال: غضب الساكنة يتصاعد و”حلبة السباق” تهدد الأرواح والمصالح!
أخزو زهير

تيسة، الجماعة التي كانت تنعم بطريق رئيسية حديثة نسبياً، تجد نفسها اليوم في قلب عاصفة من السخط والغضب. فما كان يُفترض أن يكون شريان حياة وتنمية، تحول بفعل فاعل إلى ما يشبه “حلبة سباق” مفتوحة لشاحنات نقل الرمال الضخمة التابعة لإحدى شركات المقاولات. هذا الوضع لم يُثر فقط حفيظة السكان، بل بات يهدد سلامتهم اليومية ومصادر رزقهم، محولاً يومياتهم إلى كابوس من الغبار والحفر والمخاطر.

لم يهنأ سكان جماعة تيسة طويلاً بطريقهم الرئيسية التي تم تزفيتها وتعبيدها مؤخراً، فسرعان ما تبددت فرحتهم لتحل محلها حسرة وغضب. فأسطول من الشاحنات الثقيلة، المحملة بأطنان من الرمال، لشركة مقاولات نافذة، اتخذت من هذه الطريق ممراً رئيسياً لعملياتها، دون أدنى اكتراث للعواقب الوخيمة.

النتيجة الكارثية لم تتأخر في الظهور: الطريق التي كانت بالامس القريب ملساء ومريحة، أصبحت اليوم عبارة عن خريطة من الحفر والتصدعات. “كنا نظن أن معاناتنا مع الطرق قد انتهت، لكن يبدو أننا كنا واهمين. هذه الشاحنات دمرت كل شيء جميل في طريقنا،” يقول أحد سكان الحي بحسرة بالغة. ويضيف آخر: “إنها ليست مجرد حفر، بل فخاخ حقيقية تهدد سياراتنا وسلامتنا.”

المعاناة لم تقتصر على مستعملي الطريق من أصحاب المركبات، بل امتدت لتطال أصحاب المطاعم والمقاهي المنتشرة على جنبات الطريق. هؤلاء وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع سحب الغبار الكثيفة التي تخلفها الشاحنات المسرعة. “زبائننا يهربون من الغبار، وموائدنا أصبحت مغطاة بطبقة دائمة من الرمال. لقد تضررت تجارتنا بشكل كبير،” يشكو صاحب مقهى، متسائلاً عن الجهة التي ستعوضهم عن هذه الخسائر. الوضع بات لا يطاق، حيث يضطر أصحاب المحلات لتنظيف واجهاتهم ومحتوياتهم بشكل متكرر دون جدوى.

الأخطر من كل هذا، هو الاستهتار الصارخ بسلامة المواطنين. فالشاحنات، حسب شهود عيان، تمر بسرعات عالية داخل التجمع السكني، غير آبهة بالمارة، بمن فيهم الأطفال والشيوخ. “لقد حوّلوها إلى حلبة سباق حقيقية. نعيش في خوف دائم على أبنائنا أثناء ذهابهم وإيابهم من المدارس،” تقول إحدى الأمهات بقلق شديد. ويتساءل مواطن آخر: “هل ينتظر المسؤولون وقوع كارثة بشرية حتى يتحركوا؟ أين هي علامات تحديد السرعة؟ وأين هي دوريات المراقبة؟”

هذا الوضع المأساوي دفع بسكان جماعة تيسة إلى طرح سيل من التساؤلات المشروعة والموجهة إلى كافة الجهات المعنية، من سلطات محلية ومنتخبين ومسؤولين عن التجهيز والنقل:

  • من رخّص لهذه الشاحنات بهذا الحجم والحمولة بالمرور وسط طريق رئيسية داخل تجمع سكني حديث التعبيد؟
  • أين هي آليات المراقبة الطرقية لزجر المخالفات المتعلقة بالسرعة المفرطة والحمولة الزائدة؟
  • هل تم تقييم الأثر البيئي والاقتصادي والاجتماعي لمرور هذه الشاحنات على الساكنة المحلية؟
  • لماذا لا يتم إلزام شركة المقاولات المعنية باستخدام طرق بديلة أو المساهمة في صيانة الأضرار التي تسببت بها؟
  • إلى متى ستظل مصالح بعض الشركات مقدمة على حساب سلامة وراحة وصحة المواطنين؟إن صرخة سكان جماعة تيسة اليوم هي صرخة استغاثة وتنبيه. فالوضع لم يعد يحتمل، والغضب الشعبي يتنامى بشكل قد ينذر بتطورات غير محمودة. الكرة الآن في ملعب المسؤولين، المطالبين بالتحرك العاجل والفوري لإنصاف الساكنة، ووضع حد لهذا الاستهتار، وإعادة الطريق إلى حالتها الطبيعية، مع ضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات المدمرة مستقبلاً. فهل من مستجيب؟
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة