في تطور خطير ينذر بتصاعد خطاب الكراهية، أطلق عضو ينتمي لحزب فوكس اليميني المتطرف في برلمان كتالونيا وابلاً من التصريحات العنصرية المقيتة مستهدفًا مهرجان “المغرب في طركونة”. هذا الحدث الثقافي البارز، الذي نظمته القنصلية العامة للمملكة المغربية واحتضنته مدينة طركونة في الفترة من 9 إلى 11 ماي 2025، شهد إقبالًا واسعًا من الجالية المغربية واستحسانًا من سكان المدينة، ليتحول فجأة إلى هدف لهجوم عنصري بغيض.
النائب المعروف بتعصبه الأعمى ضد المهاجرين، لم يتردد في وصف هذا العرس الثقافي بأنه “ترويج للثقافة العربية والإسلامية على أرضنا”، مدعيًا بكل وقاحة أن “هذه القيم لا مكان لها في كتالونيا”. ولم يكتفِ بهذا الهجوم الوقح، بل تجرأ على انتقاد دعم هذه المبادرات الثقافية بالمال العام، كاشفًا عن نزعة استعمارية مقلقة حين زعم أن سبتة ومليلية وجزر الكناري “ليست موضوعًا للنقاش”، في محاولة سافرة لطمس أي ارتباط ثقافي أو رمزي لهذه المناطق بهويتها المغربية.
لكن الصاعقة الحقيقية لم تكن في هذا التصريح العنصري البذيء، بل في الصمت المطبق الذي أعقبه. لا الحكومة الكتالونية، ولا السلطات الإسبانية، أبدت أي رد فعل يدين هذه التصريحات التي لا يمكن وصفها إلا بأنها تحريض سافر على الكراهية ضد مكون أصيل من مكونات المجتمع.
الأكثر إثارة للقلق هو الصمت المريب الذي خيم على الفعاليات المغربية نفسها،الذين شاركوا في المهرجان. فبالرغم من جسامة الاتهامات وطبيعة الخطاب التحريضي الذي أطلقه نائب فوكس، لم يصدر أي بيان أو توضيح أو حتى إشارة بسيطة إلى أن هذه التصريحات تمس كرامة الجالية المغربية وقيم التعايش المشترك التي طالما تغنت بها المنطقة.
هذا الصمت المدوي يطرح تساؤلات عميقة حول مدى استعداد الجالية لمواجهة موجة اليمين المتطرف المتصاعدة، والتي لم تعد تكتفي بالتحريض من خلف جدران البرلمان، بل أصبحت توجه سمومها علنًا في كل مدينة ومناسبة.
ففي ظل تكرار هذه المواقف العدائية من قيادات حزب فوكس في مدن كتالونية أخرى مثل مانريسا وريوس وتراسا، واستمرار الاعتداءات اللفظية والسياسية على المسلمين والمهاجرين، يبدو أن رد الفعل المغربي لا يرقى إلى مستوى هذا التحدي الخطير.
في المقابل، عبرت فعاليات من الجالية المغربية في تصريحات متفرقة عن إدانتها الشديدة لهذه الخرجة العنصرية لحزب فوكس، مؤكدة للعالم أجمع أن الجالية المغربية حاضرة بقوة في كل تظاهرة ومهرجان يعكس هويتها وثقافتها، وأنها تقف صفًا واحدًا خلف عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، متمسكة بحبها وولائها لوطنها الأم المغرب.
جدير بالذكر أن مهرجان “المغرب في طركونة” حظي بتنظيم من القنصلية المغربية في طركونة وبدعم سخي من عدة شركاء مؤسساتيين واقتصاديين، من بينهم البنك الشعبي، التجاري وفا بنك، العربية للطيران،الخطوط الملكية لطيران،وبنك BMCE، وغيرهم، ليؤكد هذا الحدث على أهمية التعريف بالثقافة المغربية الغنية والمتنوعة في إسبانيا.