يعيش سكان حي الداخلة بجماعة تيسة إقليم تاونات حالة من القلق والاستياء الشديدين جراء وجود حفرة خطيرة تابعة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، تشكل تهديداً مباشراً لسلامة الأطفال وسبباً في هدر كميات كبيرة من المياه الشروبة، في ظل غياب تام لأي تدخل من قبل المكتب المعني.
تعتبر هذه الحفرة المفتوحة، التي يجهل السكان سبب بقائها على هذا الحال، مصيدة حقيقية تتربص بأطفال الحي الذين يزاولون ألعابهم بالقرب منها بشكل يومي. فعمقها الكبير وعدم وجود أي سياج أو علامات تحذيرية حولها يجعلان خطر سقوط طفل بداخلها أمراً وارداً في أي لحظة، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية قد لا تُحمد عقباها.
لا يتوقف الخطر عند هذا الحد، فالحفرة تشهد أيضاً تسرباً مستمراً للمياه الصالحة للشرب، التي تضيع هدراً في باطن الأرض بشكل يثير الاستغراب والاستياء، خاصة في ظل الدعوات المتكررة لترشيد استهلاك المياه والحفاظ على هذه المادة الحيوية الثمينة. هذا التسرب لا يمثل خسارة بيئية فحسب، بل هو أيضاً هدر لمورد مالي عام يتحمله المواطن في نهاية المطاف.
يؤكد سكان الحي أن هذه الوضعية الخطيرة قائمة منذ مدة طويلة، وأنهم وجهوا نداءات واستغاثات للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب للتدخل وإصلاح الخلل وتأمين الموقع، إلا أن هذه النداءات قوبلت بالتجاهل والصمت المطبق، مما زاد من غضب السكان واستيائهم من لامبالاة المكتب المعني بأرواح المواطنين ومواردهم المائية.
و يطالب سكان حي الداخلة السلطات المحلية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالتحرك العاجل والفوري لمعالجة هذه المشكلة التي باتت تؤرق يومياتهم وتقض مضاجعهم. ويتمثل المطلب الأساسي في تأمين الحفرة بشكل فوري، إما بردمها أو تسويرها بشكل يمنع وقوع أي مكروه للأطفال، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح التسرب المائي لوقف هدر المياه الذي يتنافى مع سياسة الدولة في تدبير الموارد المائية.
إن حياة أطفال وسلامتهم خط أحمر، كما أن الحفاظ على الماء الشروب مسؤولية جماعية وفردية. وعلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب تحمل مسؤوليته كاملة في هذا الإهمال الواضح، والتدخل قبل فوات الأوان ووقوع ما لا يُحمد عقباه.