العيد أم العادة.. كيف تحول عيد الأضحى من شعيرة دينية إلى مجرد عادة اجتماعية؟

هيئة التحرير28 مايو 2025آخر تحديث :
العيد أم العادة.. كيف تحول عيد الأضحى من شعيرة دينية إلى مجرد عادة اجتماعية؟

لقد تحول عيد الأضحى في السنوات الأخيرة، بفعل ثقافة الاستهلاك المتنامية، من مناسبة ذات أبعاد روحية عميقة ورمزية دينية عظيمة إلى مجرد عادة اجتماعية مكلفة وواجب ثقيل يثقل كاهل الأسر. فبدلاً من أن يكون عيداً للتقرب إلى الله، وإحياءً لسنة إبراهيم عليه السلام، والتكافل الاجتماعي، أصبح يُنظر إليه في كثير من الأحيان على أنه فرصة للتفاخر المادي والاستعراض الاجتماعي.

في جوهره، يمثل عيد الأضحى قمة الروحانية والتضحية. إنه ذكرى لتضحية النبي إبراهيم بابنه إسماعيل، واستعداده التام للامتثال لأمر الله، وتجسيد للإيمان المطلق، فالأضحية، في مفهومها الأصيل، ليست مجرد ذبح لحيوان، بل هي رمز للفداء والتسليم المطلق لمشيئة الخالق، الهدف منها هو شكر الله على نعمه، والتعبير عن الامتنان، وتقوية الروابط المجتمعية من خلال توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين، مما يعزز قيم التكافل والتضامن.

ولكن، يبدو أن هذه المعاني السامية قد تلاشت تدريجياً، وحلت محلها مظاهر استهلاكية طغت على جوهر العيد.

لقد أدت هذه المظاهر إلى تحول العيد من عبادة خالصة وطقس روحي إلى واجب اجتماعي خانق،لم يعد الناس يحتفلون بالعيد بدافع التقرب إلى الله أو إحياء السنن، بل بدافع الخوف من النقد الاجتماعي، أو الرغبة في الظهور بمظهر معين، أو مجاراة الآخرين. وهذا الشعور بالواجب بدلا من الشعور بالعبادة يقتل الروح الحقيقية للعيد ويجعله مصدراً للضغط النفسي والاجتماعي.

إن عيد الأضحى فرصة عظيمة للتجديد الروحي وتقوية الروابط الإنسانية،وعلينا أن نعمل جميعاً لإعادة العيد إلى مكانته الحقيقية كعبادة خالصة، بعيدا عن قيود ثقافة الاستهلاك التي تسعى لتحويل كل مناسبة دينية إلى فرصة تجارية. 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة