فضيحة تنظيمية تهز المركب الرياضي بفاس: فوضى التذاكر تحرم الجماهير من “ودية” المغرب وتونس

فايس بريس6 يونيو 2025آخر تحديث :
فضيحة تنظيمية تهز المركب الرياضي بفاس: فوضى التذاكر تحرم الجماهير من “ودية” المغرب وتونس

أخزو زهير

شهد المركب الرياضي بفاس، الذي تفاخرت السلطات بحلته الجديدة، فضيحة تنظيمية كبرى خلال المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره التونسي. فبينما كانت الأنظار تتجه نحو الملعب الذي خضع لعمليات تحديث واسعة، تحول الحلم بمشاهدة المواجهة إلى كابوس بسبب سوء التنظيم الذي دفع المواطنين إلى الخروج عن صمتهم، معبرين عن غضبهم من التلاعب بالتذاكر وبيعها في السوق السوداء.

وصلت معاناة الجماهير، سواء من داخل الوطن أو خارجه، إلى ذروتها عندما وجدوا أنفسهم خارج أسوار الملعب، رغم حملهم لتذاكر المباراة. الصدمة كانت مزدوجة؛ فمن جهة، استبشروا خيراً بالمركب “الجديد”، ومن جهة أخرى، اصطدموا بواقع مرير من الفوضى والإهمال من طرف المسؤولين. كيف يمكن لمباراة ودية أن تشهد مثل هذه المشاكل؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة، ويزيد من حدة التساؤلات حول ما قد يحدث لو كانت المناسبة أكبر، ككأس إفريقيا أو كأس العالم.

الازدحام المروري الخانق، الذي شل الطرقات المؤدية إلى المركب، كان مجرد غيض من فيض. فالفوضى العارمة بدأت قبل ذلك بكثير، تحديداً عند نقطة بيع التذاكر، التي تحولت إلى سوق سوداء بامتياز. تذاكر يفترض أن تكون متاحة للجميع بسعرها الرسمي، أصبحت سلعة نادرة تُباع بأسعار خيالية، مما أثرى جيوب المتلاعبين وحرم الآلاف من حقهم في مشاهدة منتخب بلادهم.

لقد كشف هذا “التنظيم” الكارثي عن عورات خطيرة في إدارة الأحداث الرياضية بالمغرب. فالملاعب الحديثة وحدها لا تكفي لتنظيم فعاليات رياضية ناجحة. تحتاج إلى تخطيط محكم، شفافية في توزيع التذاكر، وإدارة حشود فعالة. ما حدث في فاس هو جرس إنذار للسلطات المعنية، فسمعة المغرب في تنظيم التظاهرات الرياضية أصبحت على المحك.

آن الأوان للمسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة، وأن يحاسبوا المقصرين والمتلاعبين. يجب على الجهات الوصية فتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه الفضيحة، وإعادة النظر في آليات بيع التذاكر وتنظيم الدخول للملاعب. فالجماهير المغربية تستحق أفضل من هذا، وهي عماد كل نجاح رياضي. لا يمكن أن تستمر هذه الممارسات التي تقتل الشغف وتحول الفرحة إلى غضب وإحباط. كرة القدم هي متعة الجماهير، وليست أداة لإثراء تجار الأزمات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة