إسرائيل تهدد بمواصلة ضرب لبنان في حال لم يُنزع سلاح حزب الله

هيئة التحرير7 يونيو 2025آخر تحديث :
إسرائيل تهدد بمواصلة ضرب لبنان في حال لم يُنزع سلاح حزب الله

توعدت إسرائيل بمواصلة الضربات في لبنان إذا لم يتم نزع سلاح حزب الله. جاء التحذير غداة شن غارات في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو ما اعتبره لبنان انتهاكا “سافرا” لاتفاق وقف إطلاق النار. 

توعدت إسرائيل الجمعة (6 يونيو 2025) بأنها ستواصل شنّ ضربات في لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح حزب الله، غداة سلسلة غارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في هجوم اعتبره المسؤولون اللبنانيون انتهاكاً « سافرًا » لاتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية والحزب.

وهذه المرة الرابعة التي تستهدف فيها إسرائيل الضاحية التي تعد معقلاً للحزب المدعوم من إيران، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد نزاع امتد أكثر من عام على خلفية الحرب في غزة.

ورغم الاتفاق، واصلت إسرائيل شنّ ضربات تقول إنها تستهدف عناصر أو مواقع للحزب، مؤكدة أنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبد خلالها خسائر كبيرة. واستُهدفت الضاحية آخر مرة في 27 أبريل.

وسبق الغارات إنذار إسرائيلي للإخلاء، ما تسبب بحركة نزوح كبيرة للسكان في الضاحية الجنوبية وازدحام مروري خانق في شوارعها، بينما قام كثيرون بإطلاق النار في الهواء لتحذير سكان المناطق المحددة بوجوب مغادرتها.

وصباح الجمعة، شاهد مراسل وكالة فرانس برس دماراً كبيراً في مكان وقوع الغارات التي أتت عشية عيد الأضحى، فيما كان يعود بعض السكان الذين فروا مساء الخميس إلى منازلهم.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان الجمعة « لن يكون هناك هدوء في بيروت ولا نظام ولا استقرار في لبنان من دون أمن دولة إسرائيل ». وأضاف « يجب احترام الاتفاقات، وإذا لم تفعلوا ما هو مطلوب، سنواصل التحرك، وبقوة كبيرة ».

وتعرضت الضاحية الجنوبية لحوالي عشر غارات، اثنتان منها « عنيفتان » بحسب وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية. وأكد وزير الصحة اللبناني ركان ناصر الدين إصابة عدد من الأشخاص بجروح « نتيجة الدمار الكبير وتساقط زجاج المباني المستهدفة وتلك المحيطة بها ».

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أهدافا تابعة لـ »الوحدة الجوية » في حزب الله، خصوصاً مواقع تحت الأرض لإنتاج الطائرات المسيّرة.

وتعتبر دولعديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ « منظمة إرهابية ».

وندّد الرئيس اللبناني جوزاف عون الخميس بـ »استباحة سافرة » من قبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما دعا رئيس الوزراء نواف سلام المجتمع الدولي إلى « تحمّل مسؤولياته في ردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها والعمل على إلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة ».

من جهته، حضّ النائب عن حزب الله علي عمار « كافة القوى السياسية اللبنانية، بمختلف انتماءاتها (على) ترجمة بيانات الإدانة إلى خطوات عملية وحاسمة » تشمل الضغط دبلوماسيا لوضع حد للهجمات الإسرائيلية.

أما إيران الداعمة لحزب الله، فوصفت الضربات بأنها « عمل عدواني صارخ ضد سلامة أراضي لبنان وسيادته »، بحسب ما جاء على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.

قال مسؤول عسكري لبناني الجمعة إن إسرائيل حالت دون قيام الجيش بتفتيش موقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل قصفه ليل الخميس.

وقال المسؤول العسكري اللبناني طالباً عدم كشف اسمه « أرسل الإسرائيليون خلال النهار رسالة مفادها أن هناك هدفاً في الضاحية الجنوبية لبيروت يستفسرون عنه (للاشتباه) بأنه قد يحتوي أسلحة ». وأضاف: « استطلع الجيش اللبناني المكان الذي كان مشروع أبنية مدمرة، ورد الجيش عبر الميكانيزم (آلية وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف على تطبيقه) بأن المكان لا يحتوي على شيء ».

وأكّد الجيش الإسرائيلي ضرب أهداف تابعة لـ »الوحدة الجوية » في حزب الله خصوصاً منشآت لإنتاج الطائرات المسيّرة، بعدما أصدر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي انذاراً بإخلاء محيط مبانٍ في الضاحية تمهيداً لقصفها.

وفي حين أشار الى أن الإسرائيليين لم يبعثوا بأي رسالة عبر لجنة الاشراف بشأن المواقع التي يعتزمون استهدافها خلال الليل، أوضح « عندما انتشر بيان أفيخاي أدرعي، حاول الجيش (اللبناني) أن يتجه إلى أول موقع أشار إليه لكن ضربات إسرائيلية تحذيرية حالت دون أن يكمل الجيش اللبناني مهمته ».

وحذّر الجيش اللبناني في بيان الجمعة من أن « الإمعان في خرق الاتفاقية ورفضه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة