جواد الكناوي: قصبة تادلة
في صرخة مدوية تعكس حجم المعاناة، وجهت ساكنة حي بودراع بقصبة تادلة رسالة استغاثة عاجلة إلى السيد والي جهة بني ملال خنيفرة، مطالبةً إياه بالتدخل الفوري لإيجاد حلول ناجعة لمعضلة المياه العادمة التي تحولت إلى كابوس يهدد صحتهم وسلامة نهر أم الربيع.
تراكمت المياه العادمة الآسنة لتشكل بركًا راكدة في قلب النهر، مصدر الحياة والجمال للمنطقة، لتتحول هذه المياه إلى بؤرة للأمراض والروائح الكريهة، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة. هذا الوضع الكارثي يثير تساؤلات جدية حول مدى تفعيل التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بحماية البيئة، وهل ستظل دار لقمان على حالها رغم المحاولات المستمرة لإيهام الساكنة بمعالجة هذه المياه؟
لقد عانت ساكنة حي بودراع طويلًا من هذه المشكلة التي تفاقمت مع مرور الوقت، حيث أصبحت الروائح النتنة تزكم الأنوف على مدار الساعة، وتكاثرت الحشرات الضارة، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية وشيكة. يتساءل الأهالي عن مصير المشاريع التي قيل إنها تهدف إلى تصفية المياه العادمة، وهل كانت مجرد وعود عائمة لا تلامس الواقع المعيشي المرير؟
إن نهر أم الربيع، الشريان الحيوي للمنطقة، يستصرخ اليوم ضمائر المسؤولين. فالمياه التي كانت يومًا مصدر رزق وجمال، أصبحت الآن مجرد مستنقع للمخلفات البشرية، مهددة بذلك التنوع البيولوجي والغطاء النباتي، وناشرة للأوبئة في صفوف السكان.
تنتظر ساكنة قصبة تادلة بفارغ الصبر تدخلًا حاسمًا من السيد والي الجهة، لوضع حد لهذه المعاناة التي طال أمدها. إنهم يأملون أن تكون هذه الرسالة بداية لتحرك فعلي وملموس، يترجم التعليمات الملكية إلى واقع يحمي البيئة ويضمن حقهم في بيئة سليمة وحياة كريمة. فهل ستستجيب السلطات لدعوات الاستغاثة، أم أن الأهالي سيظلون محكومين بواقع مرير لا يرحم؟