فاس في عيون العاصفة: نفاد التذاكر يثير مخاوف “فضيحة تونس” من جديد!

فايس بريس8 يونيو 2025آخر تحديث :
فاس في عيون العاصفة: نفاد التذاكر يثير مخاوف “فضيحة تونس” من جديد!

أخزو زهير

هل تتعلم اللجنة المنظمة من أخطائها؟ أم أن الفوضى هي قدر جماهيرنا؟

تعيش مدينة فاس على صفيح ساخن، فبينما يترقب عشاق كرة القدم بفارغ الصبر المباراة الودية المرتقبة بين أسود الأطلس ومنتخب بنين يوم الاثنين المقبل بالمركب الرياضي، أعلنت اللجنة المنظمة عن نبأ سار للبعض ومقلق للآخرين: نفاد جميع التذاكر! هذا الإعلان الذي كان من المفترض أن يبث الحماس في نفوس الجماهير، يلقي بظلاله الثقيلة “فضيحة تونس” التي لا تزال تداعياتها تلاحق الأجواء الرياضية بالمملكة.

“فضيحة تونس”: جرح لم يندمل بعد!

لا تزال ذاكرة الجماهير المغربية حية بمشاهد الفوضى والظلم التي صاحبت المباراة الودية السابقة أمام تونس في فاس. آلاف المشجعين، الذين دفعوا أموالهم لشراء تذاكر صالحة، مُنعوا من دخول الملعب دون مبرر، في مشهد أقرب إلى المهزلة، أثار موجة غضب عارمة وتساؤلات مريرة حول الكفاءة التنظيمية والشفافية. لم تقتصر المشاكل على منع الجماهير، بل امتدت لتكشف عن “ريع” الدعوات و”البادجات” التي سمحت لأشخاص لا يملكون حق الدخول باحتلال مقاعد الجماهير الحقيقية، في سلوك يشوه صورة كرة القدم المغربية ويطعن في نزاهة التنظيم.

اختبار بنين: هل تتكرر المأساة؟

اليوم، ومع إعلان نفاد تذاكر مباراة بنين، تعود نفس المخاوف لتطل برأسها. فالمباراة لا تُعد مجرد استعداد رياضي، بل هي اختبار حقيقي لقدرة اللجنة المنظمة، ممثلة في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وشركة سونارجيس، على تدارك الأخطاء السابقة وتجنب تكرار “فضيحة فاس”. نفاد التذاكر، وإن كان يعكس الشغف الجماهيري، فإنه يضع على عاتق المنظمين مسؤولية مضاعفة لضمان دخول سلس ومنظم للجماهير الحاصلة على التذاكر، ووأد أي محاولة للفوضى أو المحسوبية.

دعوات للاحترافية في مهب الريح؟

اللجنة المنظمة دعت الجماهير إلى احترام الترتيبات والتعليمات الأمنية، وناشدت من لا يملك تذكرة بعدم التوجه إلى الملعب. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: هل ستكون هذه الدعوات مجرد حبر على ورق؟ وهل ستشهد ليلة الاثنين إجراءات صارمة وحقيقية لضمان حقوق الجماهير ومنع تكرار مشاهد الفوضى التي اعتدنا عليها؟ أم أننا سنشهد فصلاً جديداً من مسلسل الفوضى والريع الذي طالما أفسد علينا متعة كرة القدم؟

الجماهير تتطلع إلى غد أفضل… فهل من مجيب؟
تتطلع الجماهير المغربية بشغف إلى رؤية تنظيم احترافي يليق بسمعة كرة القدم الوطنية. إنها ترفض أن تكون مجرد وقود لثقافة الفوضى والريع. ليلة الاثنين المقبل ستكون بمثابة مفترق طرق: فإما أن نشهد تنظيمًا نموذجيًا يعيد الثقة بين الجماهير والجهات المنظمة، وإما أن يستمر مسلسل الفوضى ليؤكد أن العقلية القديمة ما زالت تحكم المشهد. إن قدرة المنظمين على إدارة هذا الحدث بنجاح، وتوفير تجربة ممتعة وآمنة للجماهير، ستكون هي المؤشر الحقيقي على مدى التزامهم بالاحترافية ومعالجة المشاكل الهيكلية التي تضرب عصب تنظيم المباريات الكبرى في المغرب.

فهل سترفع فاس شعار “لا للفوضى”؟ أم أن “فضيحة تونس” تنتظرها نسخة جديدة؟ الإجابة في ليلة الاثنين!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة