في خطوة تاريخية طال انتظارها، يستعد إقليم تاونات، الذي عانى طويلًا من شح المياه، لاستقبال مشروع ضخم لتزويد الدواوير والمجتمعات المحلية بالماء الصالح للشرب. هذا الإنجاز، الذي وُصف بأنه “الماء الذي لم نحلم به” من قبل السكان المحليين، يأتي تتويجًا لجهود حثيثة بذلها السيد طارق لشقر، عضو جهة فاس مكناس عن إقليم تاونات، بالتعاون مع عامل الإقليم السيد صالح داحا، وبتنسيق وثيق مع وزارة التجهيز والماء.
لطالما كانت مشاكل الماء الصالح للشرب كابوسًا يؤرق ساكنة إقليم تاونات، خاصة خلال فصل الصيف، حيث تتفاقم المعاناة وتزداد الحاجة إلى هذه المادة الحيوية. لكن اليوم، يبدو أن بصيص الأمل قد لاح في الأفق بفضل هذا المشروع الطموح.
مشروع سد إدريس الأول: شرايين الحياة إلى تاونات
المشروع المنتظر، الذي ينطلق من سد إدريس الأول، سيمتد لمسافة 33 كيلومترًا لتوصيل شبكة مياه حديثة إلى عدد من الدواوير والجماعات التابعة لإقليم تاونات. ومن أبرز المستفيدين من هذا المشروع جماعات مساسة، عين لكداح، أوطابوعبان، محمد بلحسن، واد جمعة.
بميزانية تُقدر بـ 80 مليون درهم، من المقرر أن تنطلق أعمال المشروع في أكتوبر 2025، على أن تُستكمل بحلول عام 2027. هذا الاستثمار الضخم يعكس التزامًا حقيقيًا بتحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة وتوفير حق أساسي من حقوق الإنسان.
طارق لشقر: ابن المنطقة يدافع عن قضيته
تبرز في هذا السياق جهود السيد طارق لشقر، الذي يعتبر هذا المشروع ثمرة نضال مستمر منذ توليه منصب عضو الجهة. كونه ابن دائرة تيسة تاونات ولا يزال يقطن بها، فهو يعاني بنفسه من ذات المشاكل التي تواجهها الساكنة، من نقص الماء وضعف البنية التحتية والإنارة. هذا القرب من هموم المواطنين، بالإضافة إلى موقعه في حزب الميزان وعلاقته بالأمين العام، منحه القدرة على الدفاع عن قضايا أبناء إقليمه بفعالية.
وفي تصريح مؤثر، قال أحد ساكنة عين لكداح: “العديد من المسؤولين السياسيين لم يفعلوا أي شيء. كانوا يأتون ليتصوروا معنا وقت الانتخابات. ولكن الحمد لله، ابن المنطقة راه داير خدمتو وجاب لينا اللي عمرنا حلمنا بيه وهو الماء.”
بدورها، أكدت السيدة خديجة، من إحدى الدواوير المستفيدة: “الله ياخذ فيهم الحق، نصوتوا عليهم وما نشوفوهمش غير من انتخابات لانتخابات ويضحكوا علينا. حنا فرحانين لطارق، عدنا ولد القبيلة يدافع علينا.” هذه الشهادات تعكس إشادة واسعة وثقة كبيرة وضعها السكان في جهود السيد لشقر.
نهاية حقبة المعاناة وبداية عصر جديد
إن انطلاق هذا المشروع لا يمثل مجرد حل لمشكلة المياه في تاونات، بل هو بداية عصر جديد من الأمل والتنمية في الإقليم. فالمياه هي شريان الحياة وأساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية. مع توفر المياه الصالحة للشرب، يمكن أن تتحسن الظروف الصحية للسكان، وتُعزز الأنشطة الزراعية، وتُفتح آفاق جديدة للاستثمار والتطوير.
ويبقى هذا المشروع نموذجًا يحتذى به في التزام المسؤولين بقضايا المواطنين، ويؤكد أن إرادة العمل المشترك بين المسؤولين المنتخبين والإدارة المحلية ووزارات الدولة يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس. إقليم تاونات، الذي لطالما عانى بصمت، يستحق الآن أن يشهد فصولًا جديدة من التنمية والازدهار.
