الأجهزة الأمنية المغربية: قصة نجاح تكسر الحواجز وتكتسب ثقة الشعب

فايس بريس14 يونيو 2025آخر تحديث :
الأجهزة الأمنية المغربية: قصة نجاح تكسر الحواجز وتكتسب ثقة الشعب

أخزو زهير

لم تعد أجهزة الأمن في المغرب مجرد هيئات ردع وقوة، بل أضحت اليوم رمزًا للفعالية والكفاءة والتعاون الوثيق مع المواطن. لقد شهدت السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في نظرة المغاربة لهذه المؤسسات، لدرجة أن رؤية مسؤول أمني رفيع المستوى باتت تدفع المواطنين لالتقاط صور السيلفي معهم، في مشهد يعكس ثقة وشعبية غير مسبوقة.

تحول الرؤية: من القوة إلى الشراكة المجتمعية

منذ مطلع الألفية الجديدة، بدأت النظرة إلى أجهزة الأمن تتغير بشكل ملحوظ، مدفوعة بالفعالية والكفاءة التي أظهرتها في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد. لم يقتصر دورها على الجانب الردعي فحسب، بل تبنت نهجًا بيداغوجيًا يشرك المواطن في الشأن الأمني. لقد برزت نجاحات هذه الأجهزة في إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف البلاد، وفي توقيف عدد كبير من المجرمين الذين كانوا ينشرون الرعب بين السكان. ولم تتوانَ المؤسسات الأمنية عن اتخاذ قرارات تأديبية صارمة ضد أي من أطرها يخل بمسؤولياته، مما عزز من مصداقيتها وشفافيتها.

ثقة لا تتزعزع: في السراء والضراء

تلك الاعتبارات مجتمعة عززت ثقة المواطن في الأجهزة الأمنية التي أذهلت الجميع، داخل المغرب وخارجه، بفعاليتها في كل الظروف. ففي زلزال الحوز المدمر، تجاوزت مهمتها النطاق الأمني لتشمل مهام إنسانية نبيلة، مثل إعداد وتوزيع الخبز لضحايا الكارثة. إن هذه النجاحات المتتالية، سواء في تدبير الشؤون الأمنية أو في الدفاع عن القضايا الوطنية في الخارج، لم تكن لتتحقق لولا استقرار هذه الأجهزة واستمرارية إدارتها.

استمرارية القيادة: ركيزة أساسية للنجاح

إن استمرارية قيادات مثل ياسين المنصوري على رأس المديرية العامة للدراسات والوثائق (DGED) وعبد اللطيف حموشي على رأس المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني (DGST)، لهو دليل قاطع على فعالية وكفاءة هذه المؤسسات. لقد أثبتت هذه الأجهزة قدرة كبيرة على التكيف مع التحديات الأمنية المتغيرة والتعامل معها بفعالية فائقة. ولا شك أن هذه الاستمرارية تعزز من حكامة هذه المؤسسات الاستراتيجية التي تلعب دورًا حيويًا ومحوريًا في استقرار البلاد وأمنها.

بصمة راسخة في الأمن والدبلوماسية

على الرغم من التحفظ والسرية التي تطبع عمل المديرية العامة للدراسات والوثائق (DGED)، فإن مساهمتها الكبيرة والبارزة في القضايا الجوهرية للبلاد، أمنيًا ودبلوماسيًا، لا يمكن إغفالها. فبصمتها تبقى راسخة في الأذهان، وتشهد عليها مشاركة ياسين المنصوري في العديد من المحافل الدبلوماسية في إفريقيا وخارجها، دفاعًا عن قضايا الوطن إلى جانب الجهات الرسمية.

وبالمثل، يساهم عبد اللطيف حموشي بدوره في تعريف نظرائه في العالم بقضية المغرب الوطنية، وبالمخاطر التي يواجهها العالم الحر بسبب الإرهاب وارتباطاته بالحركات الانفصالية. وتُعد زيارات رؤساء ومديري كبار الأجهزة الأمنية في العالم إلى المغرب خير دليل على التقدير الذي يحظى به المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، على الساحة الدولية.

اعتراف دولي وتميز مغربي

يحق للمغرب أن يفتخر بفعالية أجهزته الأمنية بمختلف فروعها، التي تسهر على طمأنينة وأمن وسلام المغاربة في بيئة دولية وإقليمية مضطربة وغير مستقرة. اليوم، تقر الأجهزة الأمنية الرائدة في العالم بهذه النتائج المقنعة، وتشيد بالتعاون المغربي وكفاءته ومشاركته الكاملة والشاملة في أمن العالم.

بل إن خصوم البلاد، الذين غالبًا ما يكونون أشد قسوة في أحكامهم، يدركون أن الاستمرارية التي تطبع عمل الأجهزة الأمنية في المغرب هي عامل أساسي في نجاحها. لقد أخذت هذه الأجهزة الوقت الكافي لضبط مهامها وتطويرها، بينما في دول أخرى، بما في ذلك في الجوار، تُغيّر القيادات الأمنية باستمرار، مما يزعزع استقرارها ويؤثر سلبًا على فعاليتها. هذه الاستمرارية هي سر القوة المغربية في عالم مضطرب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة