فضيحة “سيلفي” في أمسية تكريمية بقرية أبا محمد: مستشار جماعي يغضب لغياب الكاميرات

فايس بريس16 يونيو 2025آخر تحديث :
فضيحة “سيلفي” في أمسية تكريمية بقرية أبا محمد: مستشار جماعي يغضب لغياب الكاميرات

في أمسية ثقافية وفنية بهيجة أقيمت مساء أمس بدار الشباب بقرية أبا محمد، نظمتها جمعية الانبعاث للثقافة والفن، وبحضور نخبة من الفنانين والمبدعين والفعاليات المحلية والشخصيات السياسية البارزة، سادت أجواء من الاحتفاء والإشادة. تخللت الأمسية فقرات فنية متنوعة وتكريمات لمساهمين بارزين، إلا أن حدثًا غريبًا وغير متوقع كاد أن يفسد هذا المشهد الاحتفالي.

ما أثار الاستغراب والاستهجان هو رد فعل أحد أعضاء المجلس الجماعي لقرية أبا محمد، الذي يشغل منصبه منذ أكثر من 30 عامًا. فبينما كانت التكريمات تُقدم للمستحقين، لوحظ غضب واضح على وجه هذا المستشار، ليس اعتراضًا على التكريمات نفسها، بل لسبب آخر أكثر إثارة للجدل: عدم تكريمه شخصيًا!
يعرف الجميع أن هذا المستشار الجماعي مغرم بكاميرات الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك، ودائمًا ما يسعى للظهور فيها والتحدث عن “إنجازاته”. والمفارقة الكبرى أنه لطالما كان في صفوف “المعارضة”، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة “إنجازاته” هذه ومن المسؤول عنها إذا كان يعارض دومًا.

الغريب في الأمر أن عضو المجلس هذا، الذي انتخبه السكان ليمثلهم ويوصل همومهم ومشاكلهم، يبدو أن اهتماماته تتجه نحو الأضواء والتقاط الصور أكثر من اهتمامه بالقضايا الجوهرية التي تهم الساكنة. ففي الوقت الذي تعاني فيه القرية من مشكلات أساسية وملحة مثل نقص المياه، وسوء الإنارة، وضعف البنية التحتية، وتدهور الخدمات الصحية، وغيرها الكثير، يبدو أن همَّ هذا المسؤول ينصب على الحصول على تكريم أو الظهور في لقطة تذكارية.
إن مثل هذه المواقف لا تعكس فقط لامبالاة بعض المسؤولين باهتمامات ناخبيهم، بل تظهر أيضًا انفصالهم عن الواقع الذي يعيشه المواطن البسيط. فهل يعقل أن يكون همّ من أوكلت إليه مهمة الدفاع عن مصالح الناس هو مجرد التقاط الصور وتجميل صورته في وسائل الإعلام، بينما تتفاقم مشاكل أساسية كان الأولى به أن يوليها جل اهتمامه؟

لقد آن الأوان لأن يدرك هؤلاء المسؤولون أن مهمتهم تتجاوز الظهور الإعلامي، وأن الكرسي الذي يشغلونه أمانة، وأن الثقة التي وضعها فيهم الناخبون تستوجب العمل الجاد والفعلي على حل مشاكلهم، لا البحث عن الشهرة الزائفة. فقرية أبا محمد تستحق أفضل من مسؤولين يفضلون “السيلفي” على خدمة الصالح العام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة