شهد مستشفى مولاي عبد الله بمدينة سلا وقفة احتجاجية نظمها عمال شركة الأمن الخاص، جاءت هذه الوقفة للتعبير عن استيائهم من الظروف المهنية الصعبة التي يواجهونها والمطالبة بحقوقهم الأساسية التي يرونها مهضومة.
أسباب الاحتجاجات: تراكمات من المشاكل
لم تكن هذه الوقفة وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات من المشاكل والمعاناة التي يعيشها عمال الأمن الخاص بالمستشفى. من أبرز هذه المشاكل التأخر المتكرر في صرف الأجور، مما يؤثر بشكل مباشر على استقرارهم المادي وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه العمال غياب التأمين على مخاطر العمل، وهو أمر بالغ الخطورة بالنظر إلى طبيعة عملهم التي قد تعرضهم لمواقف صعبة ومخاطر صحية.
كما أشار المحتجون إلى عدم وفاء الشركة المشغلة بالوعود السابقة، مما زاد من حالة الإحباط وعدم الثقة. تتفاقم هذه الظروف بسبب بيئة العمل غير الملائمة وعدم توفير المعدات والوسائل اللازمة لأداء مهامهم الأمنية على أكمل وجه، مما يعرضهم للخطر ويؤثر على جودة الخدمات المقدمة.
مطالب العمال: نحو تحسين الأوضاع المهنية
يرفع العمال المحتجون مطالب واضحة وصريحة تهدف إلى تحسين أوضاعهم المهنية والمعيشية. في مقدمة هذه المطالب يأتي أداء المستحقات المالية في موعدها المحدد دون تأخير، لضمان استقرارهم المادي. كما يشددون على ضرورة توفير تأمين صحي شامل وتأمين ضد مخاطر العمل، لحماية حقوقهم الصحية والمهنية.
كما يطالب العمال بتحسين ظروف العمل وضمان الحد الأدنى من بيئة مهنية مناسبة تليق بهم وتوفر لهم شروط السلامة والراحة. ولأن المستشفى هو الجهة المستفيدة من خدماتهم، يحمل المحتجون إدارة المستشفى مسؤوليتها في مراقبة التزام الشركة المشغلة بحقوق العمال وضمان تطبيق القوانين المنظمة لسوق الشغل.
ردود الفعل والأثر المتوقع
حظيت الوقفة الاحتجاجية لعمال الأمن الخاص بدعم واسع من عدد من الفعاليات النقابية والحقوقية التي سارعت إلى التعبير عن تضامنها معهم. وأكدت هذه الفعاليات أن مطالب العمال مشروعة وضرورية، مشددين على أن تحسين ظروف العمل في قطاع الأمن الخاص بالمستشفيات يعد أمرًا أساسيًا لضمان بيئة عمل صحية وآمنة، ليس فقط للعمال بل للمرضى والموظفين على حد سواء.
يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تجاوب الشركة المشغلة وإدارة مستشفى مولاي عبد الله مع هذه المطالب الملحة. هل ستجد هذه الاحتجاجات آذانًا صاغية تؤدي إلى حلول جذرية لهذه الإشكالات المتراكمة، أم ستستمر معاناة عمال الأمن الخاص؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال وتحديد ما إذا كانت ستتم معالجة هذه الإشكالات أم ستستمر المعاناة.