محمد أجغوغ
صدر تقرير إسباني تداولته وسائل إعلام إسبانية للواء المتقاعد خوان كارلوس دومينغو صادر عن معهد الأمن والثقافة بعنوان: (الدفاع عن إسبانيا من سبتة ومليلية) حيث نص هذا التقرير على أن سبتة ومليلية تشتركان في وضع مقلق. كونهما دائما هدفا لمزاعم الضم المغربية، متحدثا أيضا عن دور حلف النيتو في صراع افتراضي في حال عدم الإستقرار بإسبانيا.
يؤكد الجنرال دومينغو الذي خدم في هيئة الأركان العامة للجيش وهيئة الأركان العامة للدفاع، من بين جهاتٍ أخرى، وله خبرةٌ واسعة في العلاقات بين إسبانيا وحلف الناتو، أن “القناعات والالتزام” هما “نقطة الضعف الحقيقية للدفاع في إسبانيا”، وكيف أثّر ذلك على الوضع في سبتة ومليلية بعد انضمام إسبانيا إلى حلف الأطلسي.
ويحلل التقرير بشكل خاص الجدل السياسي الذي نشأ حول ترسيم الحدود الإسبانية. كما يُحلل استمرار الشكوك حتى اليوم، والتي تُعبّر عنها شخصيات بارزة مثل الوزيرة الإسبانية السابقة ماريا أنطونيا تروخيو، التي تُدافع عن شرعية ما أسماها بطموحات المغرب التوسعية في سبتة ومليلية، على حد ما جاء في التقرير.
وشكك الجنرال المتقاعد حول إمكانية تضامن دول حلف شمال الأطلسي مع إسبانيا في حال قيام حرب حول سبتة ومليلية، معتبرا أن إسبانيا كانت لسنوات في ذيل قائمة جميع حلفاء الناتو في مجال الاستثمار الدفاعي، على الرغم من مطالبات المنظمة برفع مستوى الاستثمار عدة مرات، واعتبر أن هذا دليل على دور إسبانيا غير المُحترم في الحلف الأطلسي.
ويتابع الجنرال في تقريره التحليل بسؤالين رئيسيين: لماذا نحمي أنفسنا؟ وضد من؟ يذكر أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة عصيبة مليئة بالمجهول، وأن إسبانيا تصطف “بوتيرة غير مرغوب فيها” ضد مصالح واشنطن. ثم يناقش حالة عدم الاستقرار التي تهز منطقة الساحل والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية – مع بروز طموحات بوتين التوسعية في أوكرانيا – ومناورات شي جين بينغ من الصين.
وركز اللواء في تقريره عن زيادة الاستثمار العسكري والتقارب الديبلوماسي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات السبع، فقد طلب المغرب شراء أسلحة من حكومة الولايات المتحدة بقيمة 13,167 مليار دولار. صواريخ ومركبات قتالية، وطائرات هيليكوبتر هجومية.
ويتساءل الكاتب عن الخيارات المتاحة لإسبانيا؟ قبل أن يخلص إلى ما أسماه طموحات المغرب التوسعية التي وصفها بأنها لن تتوقف على المدى البعيد أو المتوسط.
