فوضى النفايات تعم فاس: وعود “صفر نفايات” تتبخر وتثير غضب الساكنة

فايس بريس28 يونيو 2025آخر تحديث :
oplus_0
oplus_0

أخزو زهير: فاس

على الرغم من التغيير الأخير لشركة النظافة المكلفة بتدبير النفايات في مدينة فاس العريقة، إلا أن شوارع المدينة تعجّ بالقمامة المتراكمة، مما أثار موجة غضب عارمة بين السكان. تتفاقم الأزمة مع ارتفاع درجات الحرارة، لتتحول أكوام الأزبال إلى بؤر لتجمع الحشرات الزاحفة والطائرة، مهددة الصحة العامة وتثير استغاثات متواصلة من المواطنين.

لقد كانت ساكنة فاس تعقد آمالاً كبيرة على الشركة الجديدة، التي تولت مسؤولية تدبير النفايات بعد سابقتها التي اتسمت فترتها بالفوضى وسوء التدبير. خرج ممثلو الشركة الجديدة بتصريحات قوية، مؤكدين امتلاكهم للمعدات والآليات اللازمة، ووعدوا بتحقيق “صفر نفايات” في المدينة، لتكون فاس خالية تمامًا من القمامة. كلمات تبخرت في الهواء، ولم يبق منها سوى وعود عرقوبية باتت تثير السخرية والاستياء في آن واحد.

يشهد الواقع الحالي تراكمًا غير مسبوق للنفايات في الأحياء والشوارع الرئيسية، حتى أصبحت الروائح الكريهة جزءًا لا يتجزأ من الأجواء العامة. يشتكي السكان من الانتشار الواسع للذباب والبعوض والصراصير، التي تجد في هذه المكبات العشوائية بيئة مثالية للتكاثر، مما ينذر بكوارث بيئية وصحية وشيكة.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما الذي حدث لتلك الوعود الرنانة؟ أين هي تلك المعدات والآليات التي تحدثت عنها الشركة؟ وهل كانت هذه الوعود مجرد تصريحات إعلامية لامتصاص الغضب، أم أنها تعكس سوء تقدير لحجم التحدي الذي تواجهه مدينة بحجم فاس؟

تستغيث ساكنة فاس بالجهات المسؤولة للتدخل العاجل ووضع حد لهذه الفوضى التي باتت تشوه جمال المدينة وتعرّض صحة أبنائها للخطر. إنها دعوة للتحقيق في أسباب هذا الإخفاق المتكرر، ومحاسبة المقصرين، ووضع استراتيجية فعالة ومستدامة لتدبير النفايات، تضمن لمدينة فاس العريقة بيئة نظيفة وصحية تليق بتاريخها وحضارتها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة