زواغة بفاس: واقع مرير وتصريحات وردية تخفي غياب الحدائق وتفشي الإهمال

فايس بريس2 يوليو 2025آخر تحديث :
زواغة بفاس: واقع مرير وتصريحات وردية تخفي غياب الحدائق وتفشي الإهمال

أخزو زهير 

في مشهد بائس وغير مألوف، يعيش سكان مقاطعة زواغة بمدينة فاس، وبالأخص قاطنو حي المسيرة، واقعًا مريرًا يتسم بغياب تام لمتنزهات وحدائق الراحة، في ظل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة التي تجعل الحاجة لمثل هذه الأنفاس الخضراء أكثر إلحاحًا.

الغريب في الأمر، أن رئيس مقاطعة زواغة يواصل تقديم تصريحات متكررة، عبر مختلف المواقع الإعلامية، يصف فيها حصيلة إنجازاته بـ “المشرفة”، وهو ما يتنافى تمامًا مع الواقع المعيشي لسكان المقاطعة، وتحديدًا ملحقة المسيرة الإدارية. فالأزبال المتراكمة والروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الزاحفة والطائرة، نتيجة الغياب شبه الكلي لعمليات رش المبيدات، هي الصورة الحقيقية التي لا تشرف لا المقاطعة ولا ساكنيها.

وفي الوقت الذي يعاني فيه السكان من هذا الوضع المتردي، يبدو نواب رئيس المقاطعة في سبات عميق، غير مدركين لحجم المعاناة التي يتكبدها المواطنون يوميًا. إن غياب أماكن الراحة والاستجمام، في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها مدينة فاس، يزيد من تفاقم الوضع ويضع علامات استفهام كبيرة حول مدى التزام المسؤولين بواجباتهم تجاه الساكنة.

إن حي المسيرة بمقاطعة زواغة يعكس بجلاء الإهمال والتجاهل الذي يطال العديد من الأحياء في مدينتنا. فالحديث عن حصيلة “مشرفة” بينما يغرق الواقع في مكاره بيئية وصحية، هو أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عنه. آن الأوان لأن يلتفت المسؤولون إلى مطالب الساكنة المشروعة، وأن يخرجوا من دائرة التصريحات الوردية إلى أرض الواقع، لمعالجة هذه المشاكل المستعصية التي تؤثر سلبًا على جودة حياة المواطنين.

فهل تستجيب السلطات المحلية لنداءات الاستغاثة المتكررة، وتتحرك لمعالجة هذه الأزمة التي تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم؟ أم أن الوضع سيستمر على ما هو عليه، وتبقى تصريحات الإنجازات مجرد حبر على ورق؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة