فاس: مدينة الأشباح بين وعود المجلس وغياب الخدمات

فايس بريس3 يوليو 2025آخر تحديث :
فاس: مدينة الأشباح بين وعود المجلس وغياب الخدمات

أخزو زهير

لطالما عُرفت مدينة فاس العريقة بتاريخها وحضارتها، لكنها اليوم، وتحت إدارة المجلس الحالي برئاسة عبد السلام البقالي ونوابه، تبدو وكأنها مدينة أشباح، تعصف بها مشاكل متعددة تنذر بكارثة حقيقية. هذا الوضع يدفع شباب المدينة للهجرة نحو المجهول، تاركين خلفهم مدينتهم التي كانت يومًا منارة للعلم والثقافة.

إن غياب المرافق العمومية الأساسية بات واضحًا للعيان، وتفاقم مشكل البطالة بشكل غير مسبوق بين شباب المدينة، مما يثير تساؤلات حول فعالية برامج الإنعاش الوطني وأين هي البطاقات المخصصة لها، والأهم من ذلك، أين دور أجهزة المراقبة في متابعة تنفيذ هذه البرامج وضمان وصولها لمستحقيها؟

النقل والأزبال: معاناة يومية لسكان فاس

منذ تولي المجلس الحالي مهامه، شهد قطاع النقل تدهورًا ملحوظًا. ففي الوقت الذي يظهر فيه الرئيس والنواب أمام كاميرات الصحافة متحدثين عن خططهم لتحسين النقل، يعيش سكان فاس معاناة يومية مع الاكتظاظ وسوء الخدمات. الوعود تتلاشى في مواجهة الواقع المرير الذي يعيشه المواطن الفاسي.

ولا يقل مشكل الأزبال أهمية، حيث تنتشر الأكوام في الشوارع والأحياء، في ظل غياب شبه تام للمراقبة من طرف النائب المكلف بهذا الملف. يضاف إلى ذلك مشاكل الإنارة التي تؤرق سكان مختلف مقاطعات فاس، لتجعل من التنقل ليلاً مغامرة محفوفة بالمخاطر.

الحرفيون التقليديون: صمود في وجه الإهمال

يعاني الصناع التقليديون، الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من هوية فاس، الأمرين تحت هذا المجلس. ففي الوقت الذي كان يُنتظر منهم الدعم والرعاية، وجدوا أنفسهم يواجهون تحديات كبيرة تهدد مورد رزقهم وتهدد باندثار حرف تقليدية توارثتها الأجيال.

حصيلة فاشلة ومستقبل غامض

ونحن مقبلون على انتخابات 2026، يتضح جليًا أن المجلس الجماعي الحالي لم يقدم أي خدمة حقيقية لساكنة فاس. حصيلة المجلس يمكن وصفها بالفاشلة بكل المقاييس، فما كانت إلا وعودًا براقة لم تر النور قط.

وفي خضم هذا الفشل، تبذل السلطات المحلية مجهودات جبارة للتخفيف من حدة المشاكل، لكن أحزاب السياسة في المدينة تبدو وكأنها في سبات عميق، غير آبهة بمعاناة المواطنين، خصوصًا في الدائرة الجنوبية التي تشهد مشاكل عديدة ومتفاقمة.

إن فاس تستحق أفضل من هذا الوضع. آن الأوان لأن يستيقظ المسؤولون من سباتهم ويتحملوا مسؤولياتهم تجاه مدينة عريقة وتجاه ساكنة تعاني بصمت. فهل سيستمر هذا الصمت حتى الانتخابات القادمة، أم أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة