محمد اجغوغ
يسعى المغرب والبرازيل إلى إعطاء زخم جديد لتعاونهما الاقتصادي، يتجاوز القطاعات التقليدية، بالاستفادة من جذورهما المشتركة في منطقة المحيط الأطلسي. وقد أكد على ذلك عدد من صناع القرار السياسي والاقتصادي يوم الأربعاء في مراكش خلال جلسة نقاش رفيعة المستوى عُقدت في إطار منتدى LIDE البرازيلي المغربي.
ويأتي هذا اللقاء تحت عنوان “تطوير الأعمال بين البرازيل والمغرب”، حيث المناقشات الضوء على إمكانات شراكة ثنائية أوسع وأكثر تنوعًا، خاصة في مجالات الصناعة والطاقة والابتكار والتقنيات الخضراء.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أشاد الرئيس البرازيلي السابق ميشيل تامر بزخم التقارب بين البلدين، ووصفه بأنه وعد بالازدهار المشترك. وأكد أن البرازيل مستعدة تمامًا لتوسيع أنشطتها في المغرب لتتجاوز نطاق الأعمال الزراعية، داعيًا إلى استكشاف روافد جديدة للتعاون.
من جانبه، سلّط علي الصديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات الضوء على التقارب الاقتصادي بين الرباط وبرازيليا، قائلاً: “يتشاطر بلدانا طموحًا واحدًا: بناء شراكات مستدامة ومتوازنة، ترتكز على رؤية بعيدة المدى”. وأشار إلى أن حجم التجارة الثنائية سيصل إلى ما يقارب 3 مليارات دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 4.52% على أساس سنوي، وفقًا للغرفة التجارية العربية البرازيلية.
وأضاف: المحيط الأطلسي ليس حاجزًا، بل هو حلقة وصل، مشددًا على المزايا الجغرافية للاقتصادين في بناء التآزر في سياق عالمي سريع التغير.
وأجمع المتحدثون على ضرورة تنويع التجارة بين القطاعات، والاستثمار المتبادل، وتنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة المتجددة، والصناعة الخضراء، والتحول الرقمي. وتم التركيز بشكل خاص على ضرورة تعزيز تبادل الخبرات وفتح فرص عمل جديدة في أسواق أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
يُنظّم المنتدى، الذي تُنظّمه مجموعة قادة الأعمال (LIDE)، أكثر من مئة من صانعي القرار من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى دبلوماسيين ووزراء من كلا البلدين، في مراكش. ومن المقرر عقد عدة جلسات نقاشية حول مواضيع رئيسية: الأعمال الزراعية، والتحول في مجال الطاقة، والسياحة، والتجارة، والخدمات والتكنولوجيا.
يعكس هذا المنتدى التزام البلدين المُعلن بمواءمة تعاونهما مع نهج أطلسي للتنمية المشتركة قائم على الابتكار واستشراف المستقبل.