العلاقات المغربية الإسرائيلية: تاريخ عريق ومستقبل واعد

فايس بريس12 يوليو 2025آخر تحديث :
العلاقات المغربية الإسرائيلية: تاريخ عريق ومستقبل واعد

أخزو زهير 

لطالما كانت العلاقة بين المغرب واليهود، ومن ثم مع دولة إسرائيل، موضوعًا غنيًا بالتعقيدات التاريخية والروابط الإنسانية المتجذرة. تمتد هذه العلاقة لقرون، قبل حتى قيام دولة إسرائيل، وتطورت لتصل إلى مرحلة التطبيع التي شهدناها مؤخرًا، حاملةً معها آمالاً بفوائد متبادلة على أصعدة متعددة.

تاريخ من التعايش: يهود المغرب

يشكل يهود المغرب جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للمملكة. على مر العصور، عاش اليهود والمغاربة المسلمون في تعايش فريد من نوعه، ساهموا خلاله في إثراء الحضارة المغربية.

حتى بعد هجرة أعداد كبيرة من اليهود المغاربة إلى إسرائيل ودول أخرى بعد عام 1948، احتفظ كثيرون منهم بروابط قوية مع وطنهم الأم، المغرب. هذه العلاقة العائلية والروحية العميقة بين المغاربة واليهود المغاربة في إسرائيل هي حجر الزاوية الذي بنيت عليه جسور التواصل عبر الأجيال. إن الارتباط الأسري من القديم إلى الحاضر لم ينقطع، حيث يزور الآلاف من اليهود المغاربة المنحدرين من المغرب بانتظام مدنهم الأصلية للحفاظ على التراث وزيارة الأضرحة والمقابر.

التطبيع: خطوة نحو المستقبل

في ديسمبر 2020، أعلنت المغرب وإسرائيل عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، في خطوة تاريخية مثّلت تحولًا كبيرًا في مسار العلاقات الإقليمية. لم يأتِ هذا التطبيع من فراغ، بل كان تتويجًا لعلاقات غير رسمية واتصالات مستمرة دامت لعقود، خاصة في الجانب الثقافي والإنساني. كان الدور المحوري للجالية اليهودية المغربية في إسرائيل، والتي تُقدر بمئات الآلاف، له تأثير كبير في تقريب وجهات النظر والمساهمة في هذا التقارب.

الفوائد المتبادلة: تفاصيل دقيقة

إن استفادة المغرب وإسرائيل من التطبيع متعددة الأوجه وتشمل مجالات حيوية:

  •  للمغرب:
  •  التعاون الاقتصادي: فتح آفاق جديدة للاستثمار والتجارة في قطاعات مثل التكنولوجيا الفائقة، الزراعة، المياه، والطاقة المتجددة. يمكن للمغرب الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في هذه المجالات لتطوير اقتصاده.
  •  السياحة: زيادة أعداد السياح الإسرائيليين إلى المغرب، خاصة من اليهود المغاربة، مما يعزز قطاع السياحة الحيوي للمملكة.
  •  الدعم الدبلوماسي: تعزيز موقف المغرب في قضايا إقليمية ودولية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
  •  التعاون الأمني والعسكري: تبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني، بما يعزز الاستقرار الإقليمي.
  •  لإسرائيل:
  •  توسيع دائرة السلام: تعزيز مكانة إسرائيل كدولة تسعى للسلام في المنطقة، وكسر حواجز العزلة الدبلوماسية.
  •  الوصول إلى أسواق جديدة: فتح الأسواق المغربية أمام المنتجات والخدمات الإسرائيلية، وتوسيع قاعدة الاستثمار.
  •  روابط ثقافية وتاريخية: تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية مع الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل ومع المغرب ككل، مما يسهم في الحفاظ على التراث اليهودي المغربي.
  •  التعاون الاستراتيجي: بناء تحالفات وشراكات استراتيجية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

نظرة مستقبلية

تظل العلاقة بين المغرب وإسرائيل تتطور بوتيرة سريعة، مدفوعة بالإرادة السياسية والمصالح المشتركة. ومع استمرار تعزيز هذه الروابط، لا سيما بفضل الدور الفريد للجالية اليهودية المغربية، يتطلع البلدان إلى مستقبل من التعاون المثمر والازدهار المشترك. إن هذه العلاقة ليست مجرد تحول سياسي، بل هي امتداد لقصة تعايش تاريخية، تُبشر بمرحلة جديدة من التفاهم والتقدم في المنطقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة