أخزو زهير
بعد سنوات من الانتظار وتوالي المجالس، لا يزال سكان جماعة قرية با محمد بإقليم تاونات يعيشون على وقع وعود انتخابية تبدو أنها تبخرت في الهواء، تاركةً وراءها مرارة الإحباط وخيبة الأمل. ففي الوقت الذي كان من المفترض أن تشهد الجماعة تحولاً جذرياً على أصعدة مختلفة، لا يزال الواقع يصرخ بلسان حال المواطنين: “لا جديد يذكر”.
محطة الطاكسي.. الحلم المؤجل إلى متى؟
من أبرز الوعود التي رفعتها المجالس المتعاقبة، وعلى رأسها المجلس الحالي، إنشاء محطة للطاكسيات تليق بساكنة الجماعة وتنهي معاناتهم اليومية في التنقل. فبدل أن تكون هذه المحطة حقيقة ماثلة للعيان، بقيت مجرد حبر على ورق، تتداولها الألسن في المقاهي والأسواق كقصة خيالية لا أمل في تحقيقها. فهل يعقل أن تظل جماعة بحجم قرية با محمد بدون مرفق حيوي كهذا، يعكس مدى اهتمام المسؤولين بحاجيات المواطنين الأساسية؟
مستشفى غائب.. وصحة المواطنين في خطر!
لم يقف الأمر عند حدود محطة الطاكسي، بل امتد ليشمل قطاعاً حيوياً آخر هو الصحة. فالحصول على مستشفى محلي كان وما زال مطلباً ملحاً لساكنة قرية با محمد، التي تجد نفسها مضطرة لقطع مسافات طويلة بحثاً عن العلاج، خاصة في الحالات المستعجلة. ورغم الوعود المعسولة التي قُدمت خلال الحملات الانتخابية، لا يزال هذا الحلم بعيد المنال، مما يضع صحة وحياة المواطنين على كف عفريت. فإلى متى سيظل سكان قرية با محمد يعانون في صمت، في ظل غياب بنية صحية قادرة على تلبية احتياجاتهم؟
شباب بلا أمل.. واندماج مهني مؤجل!
أما فئة الشباب، التي تمثل عماد أي مجتمع، فكانت حاضرة بقوة في خطابات المسؤولين ووعودهم الانتخابية، حيث تم التأكيد على دعمهم ودمجهم في سوق الشغل. لكن الواقع المرير يكشف عن عكس ذلك تماماً، حيث يواجه شباب قرية با محمد صعوبات جمة في الحصول على فرص عمل حقيقية، مما يدفع بالكثيرين منهم إلى البطالة أو الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل. فأين هي البرامج والمبادرات التي كان من المفترض أن تساهم في تمكين هذه الفئة الحيوية من المجتمع؟
تساؤلات مشروعة.. ومطالب ملحة!
إن ما تشهده جماعة قرية با محمد من غياب للمشاريع الأساسية وتجاهل لمطالب الساكنة، يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى جدية المسؤولين في الوفاء بوعودهم الانتخابية. فهل استغل المجلس السابق والمجلس الحالي ثقة المواطنين لمنحهم مجرد أوهام؟ وإلى متى سيستمر هذا الوضع الذي يكرس التهميش والإقصاء في حق ساكنة هذه الجماعة؟
إن سكان قرية با محمد يرفعون اليوم صوتهم عالياً، مطالبين المجلس الجماعي وكافة الجهات المعنية بالتحرك العاجل لتدارك هذا الوضع المزري، والوفاء بالوعود التي قُطعت لهم. فهم يستحقون محطة طاكسي تسهل تنقلاتهم، ومستشفى يوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة، ودعماً حقيقياً لشبابهم يمكنهم من الاندماج في سوق الشغل والمساهمة في تنمية جماعتهم. أما الاستمرار في سياسة “الوعود الكاذبة”، فلن يزيد إلا من حالة الاحتقان والغضب في صفوف المواطنين، الذين لن يسامحوا من خذلهم وتجاهل حقوقهم الأساسية.