ابراهيم ابركان
أصدرت جمعية العمال والمهاجرين المغاربة (ATIM) بيانًا شديد اللهجة بتاريخ 11 يوليو 2025، أعربت فيه عن رفضها القاطع لتصريحات أدلت بها السيدة دي مير، النائبة عن حزب VOX الإسباني. وكانت النائبة قد أيدت ترحيل ملايين المهاجرين، مستندة في تصريحاتها إلى ما أسمته “اتفاقيات بوتسدام”.
وصفت الجمعية في بيانها خطاب النائبة بأنه “ديماغوجي منافق” يهدف إلى “افتعال الجدل واستفزاز الرأي العام والتحريض ضد فئات بعينها من المجتمع”. وأكدت أن هدف قيادة حزب VOX هو “الظهور الإعلامي وخلق حالة من التوتر والاصطدام المجتمعي”.
كما أشارت ATIM إلى أن “مخاطبة هذا الحزب بلغة الإنسانية والعدالة وحقوق الإنسان لا طائل منه”، معتبرة أنه “لا يفهم إلا منطق الأنانية السياسية”. وشددت الجمعية على رفضها “الخوض في خطاب الكراهية ذاته الذي تتبناه قيادات VOX”.
وأضاف البيان أن الحزب اليميني المتطرف “لا يفكر إطلاقًا في تبعات مقترحاته الشعبوية”، بل “يسعى إلى استثمار الإحباط الشعبي الذي خلّفه النظام النيوليبرالي عبر اختراع عدو وهمي وتحميله مسؤولية الفشل، وهذا العدو المصطنع ليس سوى المهاجرين”.
واستدلت الجمعية بالتاريخ، موضحة أنه “من يقرأ التاريخ يعرف حجم الخطأ الذي كانت عليه إسبانيا عندما طردت الموريسكيين في أوائل القرن السابع عشر، وما خلفه ذلك من دمار اقتصادي”، محذرة من أن “تكرار الخطأ ذاته اليوم سيكون له أثر مدمر مماثل”.
وانتقدت ATIM بشدة “توظيف مصطلح ‘المهاجر’ بسطحية وغموض مقصود” من قبل حزب VOX، الذي تستخدمه “للإشارة إلى كل من لا يحمل أصولًا إسبانية خالصة، بمن فيهم المواطنون الإسبان من أصول مغاربية”. وأكدت الجمعية أن هؤلاء المواطنين “في نظر القانون (…) إسبان مثل غيرهم، بل وأكثر التزامًا بالوطن لأنهم يسهمون يوميًا في بنائه والارتقاء به”.
ووصف البيان خطاب VOX بأنه “فارغ، متناقض، يفتقر لأي مشروع اقتصادي أو اجتماعي حقيقي، ولا يحمل سوى التحريض على الحقد والعنف”. في المقابل، “تفتخر الجمعية بمسارها الذي يزيد عن 35 سنة في الدفاع عن العمال والمهاجرين، والمساهمة في بناء مجتمع عادل وسلمي يقوم على الاحترام والتنوع والانتماء الحقيقي للمواطنة”.
وفي ختام بيانها، وجهت جمعية ATIM رسالة مباشرة إلى قادة حزب VOX جاء فيها:
“لا، السيد أباسكال، لا، السيدة دي مير، لا، سادة VOX. في هذا البلد لا يفيض المهاجرون — فجميعنا مهاجرون بطريقة أو بأخرى — بل يفيض من هم على شاكلتكم. يفيض من لا يترددون في التضحية باستقرار البلاد مقابل السلطة والربح. يفيض من يجعل من الكراهية راية. يفيض خطابكم العنصري، وكراهيتكم للأجانب، وتمييزكم ضد المرأة، وعدم تسامحكم. تفيض، بكل بساطة، نزعتكم الفاشية التي تسعى إلى إقصاء كل من لا يشبهكم أو لا يفكر مثلكم. أنتم لستم خصوم المهاجرين كما تدّعون، أنتم أعداء إسبانيا الحقيقيون.”