كشف فريق من علماء الآثار عن معبد أثري يعود تاريخه إلى حوالي 6 آلاف سنة في منطقة إلازيغ بشرق تركيا، يعتقد أنه أقدم منشأة دينية تم العثور عليها حتى الآن في هذه المنطقة، وفق ما أفادت به وزارة الثقافة والسياحة التركية.
وذكر بلاغ للوزارة، نقلته وسائل الإعلام المحلية، اليوم الجمعة، أن أعمال التنقيب كشفت عن بقايا بنى تعود إلى أواخر العصر النحاسي وبدايات العصر البرونزي، من بينها منطقة مخصصة للعبادة تضم مؤشرات واضحة على ممارسة طقوس القرابين.
وفي قلب هذه المنطقة، عثر الباحثون على مذبح حجري منحوت يحمل آثار جروح ناتجة عن أدوات حادة، إلى جانب قناة تُعرف بـ”قناة الدم”، كانت تحتوي على بقايا عظام بشرية وحيوانية، ما يدل على ممارسة طقوس تضحية بالأرواح الحيوانية والبشرية لأغراض دينية.
كما ضمت المنشأة الدينية عددا من المعالم المعمارية ذات الطابع الطقوسي، منها أربع منصات يُعتقد أنها كانت تستخدم لتقديم القرابين، وموقد مقدس، إضافة إلى أدوات منزلية وشعائرية متنوعة، من بينها أختام طينية كانت تُستعمل في المبادلات الزراعية، وقطع فخارية، ورؤوس سهام، فضلا عن أجزاء من تماثيل رمزية.
وفي تصريح صحفي، قال مدير الثقافة والسياحة بإقليم إلازيغ، أحمد دميرداغ، إن “ما تم اكتشافه هذا العام يمكن اعتباره أول معبد في منطقتنا”، مضيفا أن هذه الاكتشافات تسلط الضوء على 6 آلاف سنة من التاريخ الإقليمي، وتقدم معطيات جديدة حول الممارسات الدينية في تلك الحقبة.
من جهته، أشار المدير الميداني لمشروع التنقيب، إرجون دمير، إلى أن معظم المباني في الموقع شُيدت بواسطة الحجارة غير المصقولة أو المجمعة، تعلوها جدران من الطوب الطيني، وهي تقنية بناء كانت توفر مقاومة نسبية ضد الغزوات والكوارث الطبيعية.
وأضاف أن نتائج التنقيب توحي أيضا بوجود بدايات واضحة للتحضر والتخطيط العمراني، إذ تظهر الأبنية متلاصقة ومشتركة الجدران، ما يعكس نمطا من التوسع السكاني المنظم بالتوازي مع نشوء المؤسسات الدينية.
