في مشهد سياسي بات مألوفًا لدى ساكنة مقاطعة زواغة بفاس، يتصاعد الاستياء من أداء بعض نواب رئيس المقاطعة، الذين يبدو أن اهتمامهم منصبٌّ على الظهور الإعلامي البراق وأفلام “الأكشن” الدعائية، أكثر من انكبابهم الجاد على خدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
فبينما تتصاعد شكاوى الساكنة من غياب الحدائق العمومية التي يتنفس فيها أطفالهم وشبابهم، ومن الظلام الذي يخيم على العديد من الأحياء بسبب نقص الإنارة العمومية، يبقى نواب الرئيس في صمت مطبق، أو ربما مشغولين بالبحث عن عدسات الكاميرات التي تسلط عليهم الأضواء الزائفة، محاولين إيهام الرأي العام بـ “غيرتهم” المصطنعة على مصالح السكان.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل تقاعسًا واضحًا في مراقبة أداء شركات النظافة المفوض لها تدبير القطاع بالمنطقة. ففي الوقت الذي يعاني فيه العديد من الأحياء من تراكم النفايات وتدهور مستوى النظافة، يغض هؤلاء “المسؤولون” الطرف، وكأن الأمر لا يعنيهم، أو ربما لأنهم يفضلون التركيز على “الاستعراضات” الإعلامية التي تلمع صورتهم مؤقتًا.
إن الساكنة التي منحتهم أصواتها وثقتها للدفاع عن حقوقها ومطالبها، تجد نفسها اليوم أمام واقع مرير، حيث يتجاهل المنتخبون أبسط شروط العيش الكريم، مفضلين عليها “البروباغندا” الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
بل إن الأمر ليثير الحسرة عندما نقارن هذا الوضع بما نراه في مدن أخرى، حيث يندر أن تجد حتى 30% من السياسيين الذين يتمتعون بضمير حيٍّ وحرص حقيقي على خدمة المقاطعات التي يمثلونها.
فهل يستفيق نواب رئيس مقاطعة زواغة من سباتهم العميق؟ وهل يتخلون عن البحث عن الأضواء الزائفة ليلتفتوا أخيرًا إلى نبض الشارع ومطالب الساكنة التي منحتهم ثقتها؟ أم أن “السياسة” في هذه المقاطعة ستظل مجرد مسرحية هزلية، أبطالها يبحثون عن الإثارة لأنفسهم، لا عن حلول لمشاكل المواطنين؟