إفران: سحر الطبيعة وروح الثقافة في قلب الأطلس

فايس بريس24 يوليو 2025آخر تحديث :
إفران: سحر الطبيعة وروح الثقافة في قلب الأطلس

تُعد مدينة إفران جوهرة الأطلس المتوسط، وجهة ساحرة تجذب الزوار بجمالها الطبيعي الخلاب، وهدوئها الذي يُضفي عليها لقب “سويسرا المغرب”. تشتهر إفران بمناظرها الطبيعية الساحرة، من غابات الأرز الشاهقة إلى البحيرات المتلألئة والشلالات المتدفقة، مما يجعلها ملاذًا لعشاق الطبيعة والمغامرة.

شوارعها النظيفة ومنظمة، وتصطف على جانبيها الفيلات ذات الطابع الأوروبي، وتُضفي عليها النوافير والحدائق المنتشرة في كل مكان رونقًا خاصًا. لا تقتصر جاذبية إفران على طبيعتها فحسب، بل تمتد لتشمل البنية التحتية السياحية المتطورة، من الفنادق الفاخرة إلى المنتجعات الصحية والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات المحلية والعالمية، مما يجعلها وجهة مثالية للسياحة على مدار العام.

مهرجان إفران الدولي: احتفاء بالماء، الفن والتراث

شهدت مدينة إفران يوم أمس الأربعاء 23 يوليوز 2025، انطلاق فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي لمدينة إفران، مقدمًا لجمهوره باقة متنوعة من الفقرات الفنية، الثقافية، الرياضية والتوعوية. يُنظم المهرجان من قبل جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية (AFICED)، بشراكة مع السلطات المحلية والجهوية، ويُعد حدثًا سنويًا يساهم في إثراء المشهد الثقافي والسياحي للمنطقة.

“الماء منبع الحياة ورهان التنمية”: شعار يحمل رسالة

اختارت هذه الدورة شعارًا عميقًا وملهمًا: “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”، مؤكدة على الأهمية الحيوية للحفاظ على هذه المادة الثمينة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف. هذا الشعار لا يعكس فقط الوعي البيئي للقائمين على المهرجان، بل يسلط الضوء على دور الماء كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.

يوم افتتاحي حافل بالأنشطة والتفاعل الجماهيري

تميز اليوم الأول للمهرجان بانطلاقة قوية، حيث شهد العديد من الأنشطة المتنوعة. انطلقت مسابقات رياضية في كرة القدم وكرة الريشة، مما أضفى روح المنافسة والحيوية على فعاليات المهرجان. كما احتضنت ساحات وفضاءات المدينة أنشطة تربوية وتوعوية مكثفة، لاقت استحسانًا واسعًا من جمهور المهرجان الذي تفاعل بشكل كبير مع هذه المبادرات الهادفة. كان ” كرنفال الماء والغابة” من أبرز فعاليات اليوم الأول، حيث جسد الشعار الرئيسي للمهرجان بطريقة فنية ومبتكرة.

في جانب آخر، تم افتتاح معرض الصناعة التقليدية واليدوية، الذي استقطب عددًا كبيرًا من الصناع من إقليم إفران والمنطقة، بالإضافة إلى مشاركين من مدن وأقاليم مختلفة من المملكة. هذا المعرض يُعد فرصة لعرض الإبداعات الحرفية المغربية الأصيلة وتشجيع الصناع المحليين.

سهرة فنية ضخمة تُضيء سماء إفران

كان مسك ختام اليوم الأول السهرة الفنية الكبرى بساحة “التاج”، والتي شهدت حضورًا جماهيريًا غفيرًا قُدر بـ 100 ألف متفرج. بدأت السهرة بـ”سمفونية أحيدوس”، العرض الفني الجماعي الذي شارك فيه أكثر من 300 فنان، مبدعين لوحة فنية رائعة امتزج فيها اللحن والإيقاع والكلمات الأمازيغية، وتفاعل معها الجمهور بحماس. يُحسب للمهرجان اهتمامه الكبير بالموروث الثقافي والفني الأمازيغي الذي تشتهر به المنطقة، وفي مقدمته فن أحيدوس الأصيل.

توالت الفقرات الفنية لتُمتع الجمهور المتعطش لكل ما هو جميل، حيث أتحفت الفنانة الأمازيغية المبدعة يامنة العمراوي الحضور بصوتها العذب، تلتها الفنانة الشعبية المحبوبة الداودية التي أشعلت الأجواء بأغانيها الشهيرة. واختتم السهرة الفنان الكبير عبد العزيز أحوزار، الذي سافر بالجمهور في سحر فنه الممتع من خلال تقديم أشهر أغانيه.

ترقب لفعاليات اليوم الثاني والتغطية الإعلامية الواسعة

يُنتظر أن يشهد اليوم الثاني من المهرجان استمرار الأنشطة والمسابقات المتنوعة والهادفة، التي تستهدف جميع الفئات العمرية. وسيكون الجمهور على موعد مع سهرة فنية أخرى في ساحة التاج، يحييها نخبة من الفنانين منهم إيمان الحاجب، المذكوري، رجاء وعمر بلمير، موشي، والفنان المجدد بدر أوعبي.

يُذكر أن المهرجان يحظى بتغطية إعلامية واسعة، أشادت بنجاح فقرات اليوم الأول، خاصة على مستوى التنظيم المحكم، والدور الفعال للسلطات الإقليمية والإدارية والأمنية في إنجاح هذه التظاهرة الفنية والثقافية والرياضية والسياحية الكبرى.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة