في ظل التحولات الجيوسياسية العميقة الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت وزارة الدفاع الألمانية عن خطة تهدف إلى تجنيد 40 ألف جندي سنويًا بحلول عام 2031، في خطوة تعكس عودة برلين إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة.
وأوضح وزير الدفاع الألماني أن مشروع قانون بهذا الشأن سيُعرض على مجلس الوزراء في أغسطس المقبل، قبل إحالته إلى البرلمان، مؤكدًا على ضرورة الاستعداد الكامل لمواجهة أي سيناريو محتمل.
وكانت ألمانيا قد أوقفت العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية منذ عام 2011، إلا أن الحرب في شرق أوروبا دفعت القيادة الألمانية إلى مراجعة سياستها الدفاعية، والبحث عن حلول غير تقليدية لمواكبة المتغيرات الأمنية.
وفي سياق تطوير العقيدة العسكرية، تتجه ألمانيا نحو الاستثمار في تقنيات حديثة تشمل استخدام الحشرات المعدلة وراثيا لأغراض التجسس. وقد سلطت تقارير إعلامية الضوء على مشروع طموح يُعنى بتطوير “صراصير سايبورغ”، وهي حشرات حية مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار تُدار عن بُعد بهدف جمع المعلومات في ساحات القتال.
وتقود هذا المشروع شركة ناشئة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية، حيث تؤكد أن هذه الصراصير قادرة على العمل بشكل فردي أو ضمن أسراب مستقلة، ما يمنح الجيش أدوات استخبارية جديدة في بيئات يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.
ولا تقتصر جهود التحديث على المجال الحيوي، بل تشمل أيضًا تعزيز القدرات الدفاعية من خلال الطائرات المسيّرة، وأنظمة القيادة الذكية، والأسلحة الدقيقة، في إطار سباق ألماني لمواكبة متطلبات الحروب المستقبلية.