شهدت ساحة بوشنتوف، مساء يوم الجمعة، تنظيم فعاليات فنية كبرى بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، وذلك في إطار التقاليد السنوية التي دأبت مقاطعة مرس السلطان على إحيائها تخليداً لهذه المناسبة الوطنية الغالية،في أجواء احتفالية نابضة بروح الانتماء والفرح الجماعي.
وتميز هذا الحفل، الذي حضرته جماهير غفيرة من مختلف الأعمار والفئات، بمشاركة نجوم من رواد الأغنية الشعبية المغربية، على رأسهم الفنان عبد العزيز الستاتي وعبد الله الداودي، اللذان ألهبا حماس الجمهور بروائع من ريبرتوار الأغنية الشعبية، التي تعكس عمق الموروث الثقافي المغربي وتؤكد ارتباط المغاربة بتاريخهم الفني العريق.
ومن خلال حضوره على منصة الحفل،قال الفنان عبد العزيز الستاتي:أن عيد العرش ليس مجرد ذكرى رسمية فحسب، بل هو لحظة وجدانية يعيشها المغاربة بكل فخر و اعتزاز، والفن الشعبي هو أحد الأشكال التي نعبر بها عن ولائنا للملك وحبنا للوطن، مبرزا في الوقت نفسه، أن هذه الألوان الموسيقية الشعبية،ليست مجرد أغاني فقط، بل هي ذاكرة حية تنبض بهوية شعب بأكمله.
من جهته، عبر الفنان عبد الله الداودي عن اعتزازه بالتجاوب الكبير للجمهور قائلا: من واجبنا كفنانين أن نحافظ على هذا التراث وننقله للأجيال الصاعدة
مضيفا،أن ما شاهدناه الليلة من تفاعل وحضور شبابي، يؤكد أن الفن الشعبي ما زال حيا، ومتجددا، ومغروسا في وجدان الناس.
وتعليقا على هذه الإحتفالية، قال نائب رئيس مقاطعة مرس السلطان، حسن السويهب :اخترنا أن نحتفي بعيد العرش بأسلوب ينبض من قلب الناس، واخترنا ساحة بوشنتوف لما لها من رمزية فنية وتاريخية في ذاكرة البيضاء والبيضاويين. فهذا الحفل ليس فقط مناسبة للفرح، بل هو أيضا رسالة ثقافية تؤكد أن الفضاء العمومي يمكن أن يكون منصة للاحتفال بقيم الانتماء والهوية.
تجدر الإشارة،إلى أن ساكنة المنطقة عاشت ليلة استثنائية، امتزجت فيها أنغام العيطة والموسيقى الشعبية بأهازيج الجمهور، في جو عائلي حضره الكبار والصغار، رجالا و نساء، في تعبير جماعي صادق عن حب الوطن والاعتزاز بالثقافة المغربية الموروثة عبر الأجبال.
يشار إلى أن هذ الاحتفالية، تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها مقاطعة مرس السلطان لإعادة الاعتبار للفن الشعبي كأحد أعمدة التراث الوطني، وكوسيلة لتقوية روابط الانتماء بين المواطنين وفضائهم العمومي، في إطار رؤية تروم جعل الثقافة والفن في صلب السياسات المحلية.