كشفت أحدث الأرقام الرسمية الصادرة أمس الاثنين 4 غشت 2025 حول وضعية السدود بالمغرب، عن استمرار التراجع المقلق في المخزون المائي الوطني، حيث لم تتجاوز نسبة ملء السدود 35,3%، في ظل موجة الحر الشديدة التي تعرفها المملكة خلال الصيف الحالي.
وبحسب المعطيات المنشورة على منصة “طالما ديالنا”، بلغ حجم المخزون المائي الإجمالي بالسدود الكبرى نحو 5,92 مليارات متر مكعب فقط، وهو ما يعكس تفاوتاً حاداً بين مختلف الأحواض المائية، في ظل الضغط المناخي وارتفاع درجات الحرارة الذي رفع معدلات التبخر وسرّع وتيرة الاستهلاك، خصوصاً في المناطق الهشة مائياً.
في المقابل، تعيش بعض الأحواض وضعاً حرجاً للغاية، في مقدمتها حوض أم الربيع بنسبة ملء لا تتجاوز 10,7%، بسبب الانخفاض الحاد في حقينة سدوده الرئيسية، خاصة سد المسيرة (4%) وبين الويدان (15%)، كما تسجل نسب ضعيفة بكل من أحواض سوس ماسة (18,6%)، ملوية (28,6%)، ودرعة واد نون (29,4%).
ويؤكد هذا الانخفاض العام أن الحرارة المرتفعة التي ميزت شهري يونيو ويوليوز ومطلع غشت كان لها أثر مباشر على الموارد المائية السطحية، خاصة مع تزايد الحاجيات المائية الموجهة للري وتزويد السكان بالماء الشروب.
أمام هذه الوضعية الحرجة، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تسريع تنزيل الاستراتيجيات الوطنية في مجال الماء، وعلى رأسها توسيع مشاريع تحلية مياه البحر، وتثمين المياه العادمة، والرفع من نجاعة شبكات التوزيع، فضلاً عن تكثيف حملات التوعية لترشيد الاستهلاك، لضمان أمن مائي مستدام قادر على مواجهة انعكاسات التغير المناخي وتأثيراته المباشرة على المخزون المائي الوطني.
