شهدت فرنسا هذا الأسبوع أحد أسوأ حرائق الغابات في تاريخها الحديث، بعدما اجتاحت النيران نحو 16 ألف هكتار من الغابات والقرى جنوب البلاد، في كارثة طبيعية تُعد الأكبر منذ عام 1949، وفق ما أعلنته السلطات المحلية اليوم الخميس.
الحريق، الذي اندلع يوم الثلاثاء في منطقة تقع على بعد 100 كيلومتر من الحدود الإسبانية وبالقرب من سواحل البحر المتوسط، أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وتدمير عشرات المنازل، فيما لا يزال ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين، من بينهم رجل إطفاء نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة.
وأظهرت صور جوية التُقطت بطائرات مسيرة مشاهد مرعبة لمساحات شاسعة من الأراضي المتفحمة، تعادل في حجمها مساحة العاصمة باريس مرة ونصف، بينما واصلت فرق الإطفاء جهودها لمحاصرة النيران، التي انتشرت بسرعة قياسية بسبب الرياح القوية والجفاف غير المسبوق في الغطاء النباتي، عقب أشهر من انحباس الأمطار.
وفي هذا الصدد، أوضحت وزيرة البيئة الفرنسية، آنييس بانييه روناشيه، في تصريحات لإذاعة “فرانس إنفو” أن وتيرة تقدم الحريق أصبحت أبطأ صباح الخميس، إلا أن الوضع لا يزال مقلقا. كما عبّر من جانبه، المسؤول عن عمليات الإطفاء، كريستوف ماجني، في حديثه لقناة “بي إف إم”، عن أمله في احتواء الحريق خلال الساعات المقبلة، لكنه حذر من أن السيطرة الكاملة لم تتحقق بعد، مؤكدا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد أسباب اندلاع النيران.
