تواصل إسبانيا لليوم الثالث عشر على التوالي مواجهة موجة حر غير مسبوقة تسببت في اندلاع حرائق غابات واسعة، خاصة في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، وتتركز الحرائق في مناطق قشتالة وليون، وغاليسيا، وأستورياس، وإكستريمادورا، مما دفع السلطات إلى الاستعانة بالجيش لمساندة فرق الإطفاء في إخماد النيران.
في ظل تصاعد الأزمة، شارك رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في اجتماع تنسيقي لبحث آخر التطورات، حيث أكد أن الحكومة تعمل بكل طاقاتها لمكافحة الحرائق، مشيرًا إلى وصول طائرتين جديدتين من طراز “كنداير” قادمتين من إيطاليا، وذلك في إطار آلية الحماية المدنية الأوروبية، لتعزيز الجهود بعد مغادرة طائرات فرنسية كانت قد أعارتها باريس لمدريد.
وتسببت الحرائق في شلّ الحياة العامة في المناطق المتضررة، حيث لا يزال خط القطار الذي يربط مدريد بغاليسيا متوقفا، إضافة إلى قطع حوالي 10 طرق رئيسية. وفي غاليسيا، أصدرت فرق الإنقاذ رسائل تحذيرية عاجلة لسكان عشرات المناطق، تدعوهم إلى تجنب التنقل والبقاء في منازلهم حرصا على سلامتهم.
ومع تزايد الضغط على فرق الإنقاذ، طلب المسؤولون الإقليميون في قشتالة وليون وإكستريمادورا تعزيزات إضافية من الحكومة المركزية، معتبرين أن الوضع الطارئ يتطلب استجابة استثنائية، وطلبت إكستريمادورا رسميًا إعادة تفعيل الآلية الأوروبية للحماية المدنية للحصول على 100 سيارة إطفاء و20 مروحية.
وتشير التوقعات إلى استمرار موجة الحر حتى يوم الاثنين، مما يزيد من مخاطر اندلاع المزيد من الحرائق، ووفقا لبيانات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، فقد التهمت النيران أكثر من 157 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا منذ بداية العام.