نهاية أسطورة “موسى”: حفل زفاف أسطوري يكشف خيوط إمبراطورية المخدرات

فايس بريسمنذ 4 ساعاتآخر تحديث :
نهاية أسطورة “موسى”: حفل زفاف أسطوري يكشف خيوط إمبراطورية المخدرات

أحيانًا، تكون لحظات الفرح الصاخبة هي البداية لنهايات درامية. هذا ما حدث بالضبط مع “موسى”، بارون المخدرات الشهير، الذي تحوّل حفل زفافه الأسطوري إلى شرارة أشعلت حملة أمنية واسعة أسقطت إمبراطوريته وأعادت ترتيب المشهد الأمني في الناظور.

من القاعة الكبرى إلى سجن سلا

لم يكن “موسى” مجرد بارون عادي، بل كان شخصية محصّنة، يمارس نشاطه في تهريب المخدرات الدولية بحرية تامة، لدرجة أنه أقام حفل زفاف خياليًا في الناظور. لم يكتفِ بتجهيز قاعة ضخمة واستقدام فنانين مشهورين، بل تجاوز كل الخطوط الحمراء عندما خرج موكبه في الشوارع، وشهر أعضاؤه الأسلحة النارية، وأطلقوا النار في الهواء احتفالًا.

هذا الاستعراض للقوة، الذي كان يهدف إلى إظهار سطوته، جاء بنتيجة عكسية تمامًا. ففور انتشار أشرطة الفيديو لهذا الموكب الصاخب، اهتزت المؤسسات الأمنية في البلاد. لم يعد الأمر مجرد جريمة عابرة، بل تحديًا سافرًا للسلطة.

حملة أمنية تطيح بـ 34 متهمًا

استنفرت واقعة حفل الزفاف الأجهزة الأمنية العليا. على الفور، تحرّكت فرق من المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ) والفرقة الوطنية للشرطة القضائية (BNPJ) إلى الناظور. كان الهدف واضحًا: إنهاء أسطورة “موسى” وإسقاط شبكته بالكامل.

في أقل من أسبوع، بدأت النتائج تظهر. أسفرت العملية عن سقوط مجموعتين من شبكة “موسى”. في الضربة الأولى، تم توقيف 23 شخصًا، على رأسهم البارون نفسه. لم تلبث الأجهزة الأمنية أن عمقت بحثها، فتم إلقاء القبض على مجموعة ثانية تتكون من 11 شخصًا آخرين.

لم يقتصر الأمر على إيقاف المتهمين، بل تم أيضًا حجز الأسلحة التي ظهرت في موكب العريس. وتم نقل الموقوفين إلى مقر “البسيج” بسلا، حيث يواصل المحققون أبحاثهم الميدانية والتقنية لكشف الامتدادات الدولية والوطنية لشبكة “موسى” المتورطة في الاتجار الدولي بالمخدرات.

عقوبات إدارية وجرائم ثقيلة

كانت تداعيات هذه القضية سريعة ومباشرة. فواقعة عدم إيقاف “موسى” سابقًا، وظروف حفل زفافه الصاخب، أدت إلى اتخاذ قرار بإعفاء القائد الجهوي للدرك الملكي بالناظور من مهامه، ونقله إلى القيادة العليا للجهاز بالرباط.

ويواجه المتهمون الآن تهمًا جنائية ثقيلة قد تودي بهم خلف القضبان لسنوات طويلة. تشمل التهم تكوين عصابة إجرامية، والاتجار الدولي في المخدرات، وحيازة الأسلحة النارية وإطلاق النار منها. بالإضافة إلى ذلك، أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق معمق في شبهات تتعلق بتقديم رشاوى لموظفين عموميين، مما قد يضيف إلى قائمة اتهاماتهم تهمًا مالية خطيرة.

هذه القضية، التي بدأت بحفل زفاف فاخر، تكشف عن حجم الجرائم المنظمة في المنطقة، وتؤكد أن لا أحد فوق القانون، مهما بلغت قوته أو نفوذه. ففي النهاية، كان صخب حفل الزفاف هو الدليل الذي كشف خيوط إمبراطورية “موسى” المظلمة، وأدى إلى انهيارها بشكل نهائي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة