غزة تدخل يومها الـ700 تحت نيران الحرب الإسرائيلية

هيئة التحرير6 سبتمبر 2025آخر تحديث :
غزة تدخل يومها الـ700 تحت نيران الحرب الإسرائيلية

على مدار 700 يوم، يواصل أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة حياتهم تحت نيران حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل، بين قصف متواصل ونزوح متكرر وبيوت مدمرة، في واحدة من أطول وأقسى المآسي الإنسانية في العصر الحديث.

ومع اقتراب الحرب من إكمال عامها الثاني، تحولت النجاة إلى أمنية يومية لأطفال ونساء ورجال فقدوا كل مقومات الحياة، بينما تؤكد منظمات أممية حدوث مجاعة شمال القطاع وتهديد مدن أخرى بالسقوط في دوامة الجوع بحلول نهاية شتنبر الجاري.

وخلال الشهور الماضية، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزة يتناولوا الطعام منذ أيام، فيما تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن أكثر من مليون طفل محرومون من الغذاء، بينهم 40 ألف رضيع يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.

ويقول الصحفي الفلسطيني إسلام بدر إن “700 يوم من الحرب كشفت زيف العالم أمام دماء الأطفال والجوع الذي قهر بطون الصغار والعجائز”، مؤكدا أن غزة رغم الجراح “صامدة وتستحق الحياة وسوف تنتصر بسواعد أبنائها”.

أما المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل فيصف الوضع بالكارثي، قائلا: “نحن نموت ونذبح، وآلاف الأسر ما تزال تحت الأنقاض بانتظار خبر عن مفقوديها، بينما أقصى أمنية لكل مواطن أن يصحو على خبر انتهاء الحرب”

. وتشير الإحصائيات الرسمية إلى تدمير كلي لأكثر من 223 ألف وحدة سكنية، وأضرار جسيمة لحوالي 134 ألف وحدة أخرى، فيما أصبحت 288 ألف أسرة بلا مأوى في ظل تهجير قسري شمل قرابة مليوني إنسان داخل القطاع.

وفي المستشفيات، يعكس الوضع صورة أشد قتامة. الطبيب عصام أبو عجوة من مستشفى المعمداني يؤكد أن “الوضع الصحي مأساوي ويحتاج إلى فتح عاجل للمعابر لإدخال الوقود والأدوية والمعدات”، بعد أن دُمّر أو أُخرج عن الخدمة 38 مستشفى بفعل القصف الإسرائيلي، ما تسبب في شلل شبه كامل للمنظومة الصحية. ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات، دخل القطاع في حالة مجاعة فعلية رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

وبحسب آخر حصيلة رسمية، ارتكبت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 مجازر خلّفت أكثر من 64 ألف قتيل و162 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.

وبينما يواصل العالم صمته، يتشبث سكان غزة بما تبقى من أمل وسط الركام، مؤمنين بأن صمودهم هو السلاح الأخير في مواجهة واحدة من أعنف الحروب في العصر الحديث.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة